الإعراب التقديري في الأسماء

الإعراب التقديري في الأسماء

0 reviews

الإعراب التقديري في الأسماء

*مقدمة 

درسنا في درس سابق هنــا أن  الإعراب: هو تغيير أواخر الكلمات لفظًا أو تقديرًا لاختلاف العوامل الداخلة عليها. 
أي أن الكلمة إن تغير حال آخرها من حال الرفع، إلى حال النصب، أو الجر، بسبب العوامل الداخلة عليها فهي معربة.
والأسماء إما يكون إعرابها ظاهرا وهو:  ظهور علامات الإعراب في آخر الكلمات سواء كانت علامات أصليّة أو فرعيّة. وهو الأصل. أو يكون إعرابها مقدرا؛ وهو الذي لا تظهر فيه علامات الإعراب في آخر الكلمات، وإنما تُقدر عليه كما سنشرح في هذا الدرس  إن شاء الله.

 

تعريف الإعراب التقديري؛ هو: الذي لا تظهر فيه علامات الإعراب في آخر الكلمات، وإنما تُقدر تقديرًا، لعدة أسباب، إما للتعذر أو للثقل أو لاشتغال المحل بحركة مناسبة.

في الجدولين التاليين تلخيص لمواضع الإعراب التقديري في الأسماء:


 

"افتح الصور في علامة تبويب جديدة لمشاهدتها" 

 

ملاحظات على الجدولين:


*يكون الإعراب تقديري فيما آخره حروف لا تقبل التغيير؛ لأنها تشبه البناء ثابتة على أصلها لا يتغير بحال من الأحوال، فلا يظهر فيها أي تغيير. وهذه الحروف ثلاثة؛ هي: حروف العلة الألف والواو والياء ، فهذه الحروف تكون الحركات عليها تقديرا لا لفظا.

‌* تُقدر العلامات الإعرابية على الاسم لعدة أسباب، وهي:
1) التعذر في الاسم المقصور؛ وهو استحالة النطق بالحركة إذا انتهت الكلمة بألف مقصورة مثل (فتى -موسى- عيسى) أو ممدود مثل (عصا - رشا )؛ فلا نستطيع أن نظهر ضمة ولا فتحة ولا كسرة على الألف. فتقدر عليه حركات الإعراب الثلاثة.

2) الثقل في الاسم المنقوص في حالتي الرفع والجر فقط؛ وهو صعوبة النطق بالحركة. إذا انتهت الكلمة بياء. فإننا نستطيع أن ننطق الضمة والكسرة مع الياء مع قدر كبير من الثقل. فتقدر فيه الضمة والكسرة فقط لثقل النطق بهما على الياء فمثلا في جملة: جاء الداعيُ نجد ثقل في نطق حركة الضم. وفي جملة مثل سلمت على الداعيِ نجد أيضا أيضا ثقل في نطق الكسرة. وتظهر الفتحة لسهولة نطقها في مثل مثل (قابلتُ القاضيَ)


3) اشتغال المحل بحركة مناسبة وذلك في حالتين:
‌أ. الاسم المضاف إلى ياء المتكلم لأن ياء المتكلم التي هي مضاف إليه تكون بعد الحرف الأخير من الاسم مباشرة، وهذا الحرف الأخير هو موضع علامات الإعراب، وياء المتكلم تقتضي وجود كسرة تناسبها؛ أي أن الحرف الأخير لا بد أن يكون مكسورا ولا يمكن تحريك الحرف الواحد بحركتين في وقت واحد. فتقدر فيه حركات الإعراب الثلاثة.
ب. حروف الجر الزائدة أو الشبيه بالزائد. وتزداد حروف الجر قبل الاسم لأسباب بلاغية مثل التأكيد...


*. تظهر العلامة الإعرابية ما لم يمنع من ظهورها مانع فالواو والياء يقبلان الفتحة ولا يقبلان الضمة ولا الكسرة.ومن هذه الحالات:
⁻ الاسم المنقوص في حالة النصب.
⁻ الاسم المجرور بحرف الجر الزائد في حالة الجر.

 

‌* الاسم المضاف إلى ياء المتكلم في حالة الجر. يجوز أن تعتبر هذه الكسرة ظاهرة وليست مقدرة،
ففي قوله قوله تعالى: ﴿۞ وَوَ ٰ⁠عَدۡنَا مُوسَىٰ ثَلَـٰثِینَ لَیۡلَةࣰ وَأَتۡمَمۡنَـٰهَا بِعَشۡرࣲ فَتَمَّ مِیقَـٰتُ رَبِّهِۦۤ أَرۡبَعِینَ لَیۡلَةࣰۚ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِیهِ هَـٰرُونَ ٱخۡلُفۡنِی فِی قَوۡمِی وَأَصۡلِحۡ وَلَا تَتَّبِعۡ سَبِیلَ ٱلۡمُفۡسِدِینَ﴾ [الأعراف ١٤٢]

فنقول في إعراب قومي: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة،.باعتبار أنها كسرة الجر بحرف الجر وليست كسرة مناسبة ياء المتكلم. و"ياء المتكلم" ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
ويجوز أيضا إعرابها: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء.


* إذا كان الاسم المنقوص نكرة حذفت منه الياء وعوضت بتنوين يسمى تنوين العوض وذلك في حالتي الرفع والجر، أما النصب فتظهر عليه الحركة:


مثل قوله تعالى: "فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا" طه: 72. : قاضٍ: خبر "أنت" مرفوع، وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على الياء المحذوفة.


وقال عز وجل: "وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" الرعد: 33.  هاد : مجرور لفظًا  بمن الزائدة ،مرفوع محلًا مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة.
فالأول (قاضٍ) مرفوع، والثاني (هادٍ) مجرور، لذلك حذفت من آخرهما الياء، وعوض عنها تنوين الكسر. 


أما في قوله تعالى: ﴿مَن یُضۡلِلِ ٱللَّهُ فَلَا هَادِیَ لَهُ وَیَذَرُهُمۡ فِی طُغۡیَـٰنِهِمۡ یَعۡمَهُونَ﴾ [الأعراف ١٨٦]
فكلمة "هادي" لم تحذف يائها لأنها في محل نصب: اسم لا النافية للجنس مبني على الفتح في محل نصب.


*إن كان الاسم المنقوص ممنوعا من الصرف لكونه من صيغة منتهي الجموع مثل "جواري" قدرت فيه علامة الرفع والجر وحذفت الياء وعوضت بتنوين العوض،
أما علامة النصب فتظهر مثل:
⁻ (والفجرِ وليالٍ عشرٍ) الواو حرف قسم وجر والفجر مجرور بواو القسم والجار والمجرور متعلقان بالقسم والواو حرف عطف وليال عطف على الفجر مجرور وعلامة جرّه الفتحة نيابة عن الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة" جر بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف"

ونقول في إعراب: هذه ليالٍ فاضلة: ليالٍ:   خبر مرفوع بالضمة المقدرة على الياء المحذوفة.
⁻ 
⁻ (سيروا فيها لياليَ وأيامًا آمنين)لياليَ :  ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة.

 

*إذا كان الاسم – المضاف لياء المتكلم – مفردًا صحيح الآخر تقدر عليه حركات الإعراب الثلاث، ويصدق ذلك الحكم أيضًا على جمع التكسير وجمع المؤنث السالم؛

فتقول: جاء صديقي جاء أصدقائي، وجاءت طالباتي 

*أما إذا كان الاسم المضاف إلى ياء المتكلم مثنى أو جمع مذكرا سالما فلا تقدر عليه علامات الإعراب وإنما يعرب بالحروف 

مثل: جاء صديقاي:  

صديقاي  فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى، والياء ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
 

الجمع المذكر السالم: في حالة الرفع: تقول: جاء معلميَّ، فكلمة (معلميَّ=معلمون +ي المتكلم ): فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو التي انقلبت ياء، ثم أُدْغِمَت في ياء المتكلم، وقد حذفت النون للإضافة.

 

*الاسم المقصور أو المنقوص المضاف إلى ياء المتكلم تُقدر عليه حركات الإعراب لا بسبب إضافته إليها، بل بسبب التعذر في المقصور والثقل في المنقوص.

فنعرب الاسم المقصور فتايَّ في :  هذا فتاي: فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها التعذر.

ونعرب الاسم المنقوص "محامي"  في:  جاء محامي: فاعل مرفوع بضمة مقدرة على الياء "المدغمة في ياء المتكلم".منع من ظهورها الثقل.

 

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

71

followers

8

followings

4

similar articles