النظام وأثره فى حياة الفرد والمجتمع
مقدمة عن النظام وأثره فى حياة الفرد والمجتمع

يعد النظام واحد من أهم أسباب تقدم الفرد والمجتمع، فالشعب الذي يتبع أسلوب النظام في أمور حياته، فإنه يستطيع أن يتقدم وينهض ويرقي بدولته، احترام المواعيد وتنظيم الأشياء كلها أمور تدفع للتقدم.
في الأديان السماوية تحث عن النظام واهميته في حياتنا، فخلق الله سبحانه وتعالى الكون في نظام دقيق، فالشمس والقمر يتبعان نظام دقيق فلا الليل يسبق النهار ولا النهار يسبق الليل، كل ما في الكون يسير على نظام دقيق، كذلك نظام الفصول الأربعة (الربيع- الصيف –الشتاء – الخريف) يأتيان في توقيت معين.
وتتابع منظم كل عام فلا يوجد فصل سبق فصل طوال الأعوام الماضية، فإن دل كل هذا على شئ فإنه يدل على النظام في تيسير الكون، فالنظام هي كذلك يساعد على تقدم أي شعب عن باقي الشعوب.
تعريف النظام
تنظيم الأشياء والأمور في وضعها الصحيح، ويساعد النظام على القدرة على القيام بالمهمة بشكل صحيح، لأنها تقوم على الترتيب الشئ في موضعه المناسب.
نواتج الالتزام بالنظام في أمور كثيرة هي تقدم الفرد في دراسته وحياته العملية والمهنية والنجاح في تحقيق أهدافه، وكذلك يعمل النظام على تقدم الأمم، والنظام هو مجموعة من الأمور مترابطة معاً من أجل تحقيق غرض محدد.
أنواع النظام
للنظام أنواع متعددة ومتنوعة منها النظام السياسي، النظام الإجتماعي، النظام الاقتصادي، النظام الدولي:
النظام السياسي
هو التنظيم الذي يتبع في الأمور السياسية في البلاد وتشمل أمور خاصة بالعلاقات التي تضم الشعب ورئيسه، والشعب ونفسه، فيساعد النظام السياسي على حفظ أمن واستقرار الدولة والحفاظ على سلامة المواطنين، والمساعدة على حل المشاكل الخاصة بالشعب من خلال إتباع قوانين محددة، يعمل النظام السياسي على الرقي باقتصاد الدولة بين باقي الشعوب.
النظام الإجتماعي
ويعرف أنه التنظيم الذي ينظم العلاقات بين الأفراد بعضها البعض، ويساعدهم على القيام بالمهمات المطلوبة على أكمل وجه، ويساعد التنظيم الإجتماعي على التعاون وتقوية الروابط بين الأفراد والجماعات، ويوجد ذلك النوع من النظام في كيان الأسرة التي تضم الأبناء والوالدين والعلاقات الأسرية التي تنشأ داخل الكيان الأسري.
النظام الإقتصادي
يعرف أنه التنظيم الذي يشمل الهيئات والمتخصصين بعجلة الإنتاج بالدولة، والذي يساعد ذلك النوع من النظام على زيادة الإنتاج وحركة البيع والشراء.
والنظام الإقتصادي يضم مجموعة من الأنظمة الفرعية المكونة له، وهي الأنظمة الرأسمالية وذلك النظام الذي يتبعه أغلب الدول بالعالم، والنظام الإشتراكي.
النظام الدولي
يحدث ذلك النوع من النظام بين الدول وبعضها، في النظام الدولي يعمل على ترتيب العلاقات بين الدول وبعضها البعض، وتساعد على تبادل الأفكار بين الدول، والعمل على حل العقبات التي تواجه بعض الدول.
النظام في خلق الله تعالى عز وجل للكون:
يمثل النظام في الكون والحياة ضرورة لا يمكن أن تستقيم الحياة بدونها فكل شيء في الكون يمشى بنظام محدد وضعه الخالق عز وجل وقد امتلئ القرآن الكريم بالحديث عن آفاق الكون ومشاهد الطبيعة في القرآن الكريم وأكثر سور القرآن تستعرض الكون بآفاقه الواسعة وأقسامه المتعددة وحركته الدائبة وحوادثه المتكررة وأنَّه محكوم بنظام بالغ الدقة ويجري وفق سنة الله في الكون ولا يشذ عنها حادثة من الحوادث لا في الزمان ولا في المكان.
كما إنَّ التطور الذي يتم في الكون منضبط بنظام متقن متكامل ومتناسق تناسق مع نظام الحياة في غاية الإبداع فكل شيء في الحياة والكون مقدر وموزون ومحسوب بقدر محدد قال تعالى: ﴿ إنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ القمر:49.
والسِمة البارزة في حديث القرآن الكريم لموجودات الكون أو ملكوت السموات والأرض هي أن تعرض عرضا متنوعاً يدعو الإنسان بإلحاح وتحفيز للنظر والتأمل والتفكير والدعوة إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة حيث أنه الخالق الواحد الأحد.
ويعتبر نظام سير الكون هو أهم الأشياء التي نتعلم منها أهمية النظام وجدواه في بناء أي أمة و تطورها.
أهمية النظام في حياة الفرد اليومية:
النظام في هذا الكون يبدأ من الفرد في محيطه الصغير في بيته ومدرسته ومكان عمله ويتدرج حتى يصل إلى محيط المجتمعات والدول والعالم أجمع فإن صلح هذا النظام نجد البيئة المناسبة التي يستطيع أن يعيش فيها هذا الإنسان مع مختلف الكائنات الأخرى في تجانس وحب وإن فسد النظام تبدأ الكثير من الدلائل والظواهر التي ربما تثير الكثير من قلق هذا الإنسان حيث تبدأ بعض الموارد في الانحسار أو التلوث الأمر الذي يجعل هذه الحياة تتعرض للتهديد بالزوال.
عواقب تجاهل الإنسان لتطبيق النظام في حياته اليومية:
إذا تجاهل الفرد الالتزام بالنظام بداية من حياته اليومية الطبيعية حتى مع المجتمع وقيامه بدوره في بناء المجتمع سيصبح المجتمع همجي متخلف ومتأخر فلا يعرف أحد ما هو دوره وكيف سيقوم به فعدم وجود نظام يعني عدم وجود مهام محددة يقوم بها كل فرد في المجتمع وينجزها على أكمل وجه فمثلاً في المدرسة إذا لم يتعلم التلاميذ النظام ترى كيف سيكون مظهر وجوهر التعليم في المدرسة وكيف ستتخرج أجيال لا تعرف معنى النظام.
أقرب شيء يصور لنا توابع عدم وجود نظام هو مظهر طابور العيش على أحد أكشاك المناطق الشعبية حيث يتجمع سكان المنطقة في وقت واحد ويتزاحمون بلا نظام ولا طابور منظم ويعتبر هذا من أبشع مظاهر التخلف.
فوائد النظام والانضباط
- حفظ حقوق الأفراد في المجتمع، وحماية الضعيف منهم من سلطة القوي وسلب حقوقه.
- تحقيق المساواة بين أبناء المجتمع، فعند تطبيق النظام والانضباط على جميع الأفراد لا يشعر أحد بأفضليةٍ للآخرين عليه.
- مما يحافظ على ترابط الجميع معاً.
- أداء الأعمال بالشكل الأفضل وعلى أحسن وجهٍ، فعند تطبيق النظام يستطيع الفرد الإبداع والابتكار في ظل الأمان وحفظ الحقوق.
- القدرة على السيطرة على المجتمع وأفراده، وتحديد صلاحيات كل فردٍ أو مجموعةٍ، وحماية المجتمع من الفوضى.
خاتمة موضوع تعبير عن النظام
في الختام، يُساهم النظام باستقرار المجتمعات بشكل نسبي، إذ تتكون من عدد من العناصر التي تتفاعل فيما بينها بحيث تُؤثر في النظام الاجتماعي بشكل كلي، ويُستعمل مصطلح النظام الاجتماعي بكثرة من قبل العلماء والمختصّين في مجالات العلوم الإنسانيّة المتنوعة. كما يصف مفهوم النظام الاجتماعي كلّ ما له علاقة من قريب أو من بعيد في التأثير في الطرق المتّبعة والمتعارف عليها من قبل أفراد مجتمع معيّن؛ للتصرّف والقيام بالمهام المختلفة والمطلوبة، ومن النظام الاجتماعي تطور مفهوم النظام الدولي الذي ارتبط بمختلف الهيئات والمؤسّسات الدولية التي تُنظّم العلاقات بين الدول المختلفة المنتشرة حول العالم في كافة المجالات المختلفة.
المراجع :-
[1] نظام الحياة في الإسلام، لأبي الأعلى المودودي، ص (٣).
[2] بناء المجتمع الإسلامي ونظمه، لنبيل السمالوطي، ص (١٦).
[3] النظام الاجتماعي في الإسلام، للدكتور عبد الرافع عبد الحليم السيد، ص (١٤).
[4] ينظر: معالم الثقافة الإسلامية، للدكتور عبد الكريم عثمان، ص (٢٧٧-٢٧٨).
[5] كتاب مجلة الرسالة – هيئة الأمم تترنح وتتداعى – الجزء ١٦ العدد ٧٥٧، تاريخ ٥/١/١٩٤٨.
[6] مصنفة النظم الإسلامية، للدكتور مصطفى كمال وصفي، ص (٢٥).
[7] أخرجه أبو داود (٥١٢١).
[8] أخرج البخاري (٤٠٩٥) ومسلم (٢٥٨٤) عن جابر t: كنا مع النبي r في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فقال رسول الله r: (ما بال دعوى الجاهلية؟) قالوا: يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار. فقال: (دعوها فإنها مُنْتِنَةٌ). كسعه: ضربه على دبره.
[9] أخرج البخاري (٦٩٥٢) عن أنس t قال: قال رسول الله r: (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا) فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: (تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره).
[10] تاريخ الطبري (٤/٢٢٧).