مادة التاريخ معضلة الحفظ والتذكر
بدات القصة قبل التحاقي بالتعليم وخاصة اثناء فترة التكوين . هل ساكون ناجحا ام مجرد استاذ عادي ينتظر مرور السنوات للوصول الى التقاعد ؟.
وبما انني من اسرة يعمل كل افرادها في التربية والتعليم كان الجواب واضحا بالنسبة لي ، ولكن مع اولى ساعات داخل القسم بدات الاسئلة تتوارد الى ذهني ،وابرزها ما هي الصعوبات التي ساواجهها ؟ وما هي الحلول لها ؟ وساخصص مقالا اخر احكي فيه قصتي مع رحلة البحث هذه ،اذا اراد القارئ ان يعرفها . والان ساقدم بعض النقاط في صلب الموضوع الوارد في العنوان .
اثناء مسارنا الدراسي تمثل مادة التاريخ جزءا اساسيا من هذا التكوين ورغم متعة المادة بالنسبة للطالب فيما يخص المعلومات الجديدة التي يتغذى بها الا انه يواجه مشكلة عويصة عندما يتعلق الامر بالامتحانات وتقويمات المستوى المختلفة بل وتصبح كابوسا يارقه في الامتحانات الرسمية الاعدادية والثانوية وحتى الدراسات العليا واول سؤال يتبادر الى الذهن لماذا كل هذا التعقيد ؟ ومن تسبب فيه ؟ وما هي الحلول المنطقية التي يمكن اتباعها لتحويل هذه الصعوبة الى نقطة قوة تصب في صالح المعلم والمتعلم معا ؟
تشخيص المرض: يمكن حل اي مشكلة معرفية من خلال ربطها باسس العملية التعليمية وهي كالتالي (معلم متعلم المادة) .
1 ـ بالنسبة للمادة : عبارة عن مجموعة احداث متسلسلة وتواريخ واماكن ،واكبر تحدي فيها هي غياب تركيبة علمية لتصنيف هذه الاحداث او بشكل ابسط
(اسباب ـ احداث ـ نتائج).
هذه النقطة على بساطتها الا انها جوهرية وذلك لتفصيل الاحداث وتبسيطها والحفاظ على التسلسل التاريخي للموضوع .
لاحظ المثال التالي :
الحرب العالمية الاولى الحرب العالمية الثانية
اسبايها احداثها نتائجها ⇐ اسبابها احداثها نتائجها
ما هي العلاقة بين الدرسين ؟
هنا يكمن السر . السر هو في ربط علاقة واظهارها بين الدرسين من خلال استغلال عنصري النتائج والاسباب .
درس الحرب العالمية الثانية هو نتاج طبيعي لدرس الحرب العالمية الاولى وبتفصيل اكثر فان نتائج الحرب العالمية الاولى هي نتاج لاحداثها وتعتبر ايضا اسبابا للحرب العالمية الثانية .
الاستنتاج : ان نتائج الدرس الاول هي اسباب الدرس الثاني وبهذا تكتمل السلسة ويصبح للدرس معالم واضحة امام المعلم والمتعلم معا .
2 ـ يالنسبة للمعلم : ان اكبر ما يواجه المعلم هو تعامله مع عدة انماط للسلوك باعتباره يقدم رسالة لشخصيات من خلفيات متعددة وفي اطار عمري مختلف عنه قد يكون بين 5 سنوات الى 30 سنة ،ووقوعه بشكل دائم في الرتابة والروتين ،التي تجعل عملية التطوير صعبة او شبه مستحيلة .
لحل هذه المشكلة عليه القيام بعدة خطوات :
الالمام بمهارات التواصل الصوتية (صوت جهوري واضح)والبصرية والحسية(صور الوان حركات الجسم) .
القيام بمراجعة سريعة للدرس السابق ،ويكون ذلك بمثابة بوابة للدخول في الدرس الجديد .
الالتزام بمبدئ العصف الذهني من خلال طرح اشكالية تثير فضول الطالب وتحفزه للبحث عن حلول واجابات لها ،مع مساعدته من خلال اعطاء اشارات تقوده نحو الاجابة او استغلال معلوماته السابقة لايجاد الحل باستخدام صورة او حكمة ………….الخ
التنويع في اشكال التقويم ،من اجل تعويد الطالب على الاختبارات اثناء وبعد نهاية كل درس
فتح المجال امام اجابات الطلبة ،سواء اكانت صحيحة ام لا ،من اجل تحفيزهم على التفكير والاجابة وتعزيز الثقة بالنفس ،مع خلق جو تفاعلي داخل الفصل ،لتفادي الملل والرتابة المرتبطتين بهذه المادة في ذهن معظم الطلبة .
استغلال الادوات الحديثة للعرض كالحاسوب وجهاز العرض data show ،لسهولة عرض مقاطع صوتية ومرئية وخرائط وصور والخروج من دائرة الكتاب التقليدية
الاستنتاج : مهمة المعلم مركبة ،ولا تقتصر فقط على تقديم المعلومة ،بل السر يكمن في طريقة تقديمها .
3 ـ المتعلم : وهو محور هذا المقال ومحور العملية التعلمية .
كما اسلفنا الذكر فان مايؤرق الطالب هو صعوبة استغلال المعلومات التي حصل عليها طيلة السنة الدراسية ،واختزال كل ذلك في اجابات محددة اثناء الامتحان .
لتفادي هذه المشاكل عليه القيام بالتالي :
الالمام بتقنيات الحفظ الحديثة مثل برنامج الذاكرة الخارقة فهو يسهل عليه الحفظ من خلال تقنيات بسيطة .
محاولة حل اكبر عدد من مواضيع الامتحانات وتسليمها للاستاذ لتصحيحها وتقيم المستوى .
استغلال شبكة الانترنت ،للحصول على المعلومة في شكل فيلم او وثائقي فهذا يجعل المعلومة اكثر بساطة وسهلة في التذكر .
استخدام اسلوب اللعب في الحفظ خاصة فيما يتعلق بالتواريخ والشخصيات وساترك للقارئ قناة اتصال اذا اراد الحصول على نموذج مسلي لبعض العاب الحفظ .
تشكيل افواج والدخول في تحديات بحيث يشرح كل طالب لزملائه عنصر معين في الدرس ،من خلال مبدئ افضل طريقة لتعلم شيء هي محاولة تعليمه للاخرين .
الاستنتاج : على الطالب ان يدرك بانه لاتوجد وسيلة محددة للحصول على المعلومة وفهمها وتخزينها ،بل هناك عدة طرق وعليه اختيار اكثر شيء يناسبه .
ختاما يجب على الطالب معرفة انه لكل مشكلة حل ،و لكن السر هو في السؤال والبحث وعدم الاستسلام ،خاصة مع الطفرة التكنولوجية التي جعلت الوصول للمعلومة اكثر سهولة ويسر .
لاي استشارة او طلب اي وسيلة تطبيقية يمكن التواصل معي من خلال الوتساب على الرقم التالي 00351920230500
