المهارات اللغوية وأهميتها في اكتساب لغة جديدة

المهارات اللغوية وأهميتها في اكتساب لغة جديدة

0 المراجعات

*مقدمة:


المهارات اللغوية هي مجموعة من القدرات الواجب تعلُّمها لمن أراد اكتساب لغة جديدة، حيث تسمح له هذه المهارات بممارسة أي لغة وتكوين كلمات وجمل والتواصل الفعالِ مع الأشخاص الآخرين، كما تمكنه أيضًا من الفهم السليم والواضح لما يتناقله الآخرون. 

ومهارات اللغة الأربع هي مهارة الاستماع و مهارة التحدث و مهارة القراءة و مهارة الكتابة. 
وتنقسمُ هذه المهارات إلى قسمينِ كما يأتي:
1. مهارات استقبالية وهي قدرةُ الشخصِ على الحصولِ على المعلومة وتلقيها من خلال القراءة والاستماع. 
2. مهارات إنتاجيَّة وهي قدرة الشخصِ على صياغة منتجٍ لغوي وإنتاجِ الكلمات عن طريقِ الكتابة والمحادثة.
وتقاس كفاءة مستويات اللغة الأجنبية "اللغة الثانية" وفقًا لمهارات اللغة الاستقبالية والتعبيرية وبناء الجملة وتذكر المفردات والدلالات، ومعرفة القواعد النحوية وغيرها من المهارات التي تظهر القدرات اللغوية للفرد. لذا فإن هذه  المهارات أساسية ويلزم قياسها عند تحديد مستوى اللغة الثانية لدى المتعلم وبيان مدى إتقان الفرد لها.
فعند تعلم أي لغة يجب إدراك أن هناك أربع مهارات أساسية متداخلة فيما بينها على المتعلم إتقانها جميعها إذا أراد أن يصبح ناطقا ماهرا بها.

image about المهارات اللغوية وأهميتها في اكتساب لغة جديدة

1- مهارة الاستماع:


الاستماع هو أول مهارة لغوية نكتسبها بلغتنا الأم. وهو مهارة استقبالية، حيث يتطلب منا استخدام آذاننا وأدمغتنا لفهم اللغة كما يجري التحدث إلينا. إنها أول مهارات لغوية طبيعية ، تتطلبها جميع اللغات الطبيعية المنطوقة.
كيفية تحسين مهارات الاستماع في لغة أجنبية:

الاستماع وفقا لاهتماماتك: اختر الموارد التي تهتم بها بالفعل. ستكون أكثر اهتماما للمحتوى عندما تستمع إلى الكتب الصوتية اللغوية التي لا تناسب مستواك فحسب، بل تندرج أيضًا ضمن الأنواع. التي تستمتع بها حقًا.

تنويع مصادر الاستماع الخاصة بك : تعد ملفات البودكاست والكتب الصوتية رائعة، لكنها ليست مصادر الاستماع الوحيدة المتاحة لك. لا تنس أنه أثناء مشاهدتك للأخبار والأفلام الأجنبية، فإنك تستمع أيضًا إلى اللغة. وكذلك الأفلام العالمية والرسوم المتحركة باللغة الأجنبية .

لا تنسى الاستماع السلبي: كيف تقوم بالاستماع السلبي؟ عند بدء تعلمك، وفي أول يوم للتعلم، خصص لنفسك وقتًا بسيطًا للاستماع للغة، ليس بغرض التعلم أو الفهم ، لا يهم المستوى، ولا يهم نوع المقطع المختار، المهم هنا أن تستمع لصوت اللغة وأن تعتادها، والاعتياد بمعنى أن تصبح اللغة انسيابية سماعًا بالنسبة لك، أن تفهم الفرق بين أصوات الأحرف، وأن تعتاد اختلاف الطرق في نطق اللغة، وأن تبدأ التفكير بصوت اللغة.

 

2- مهارة التحدث


التحدث هو المهارة اللغوية الثانية التي نكتسبها بلغتنا الأم. وهو مهارة الإنتاجية ، حيث يتطلب منا استخدام أصواتنا وأدمغتنا لإنتاج اللغة بشكل صحيح من خلال الصوت.

يمكنك تحسين مهارة التحدث من خلال:
تعلم الأبجدية الصوتية للغة الجديدة وضبط مخارجها وأصواتها. 
مرّن عضلات فمك وطوّرها: ربما تستخدم اللغة الأجنبية بعض الأصوات نطقها ليس موجود في لغتك الأولى. لكي تجعل هذه الأصوات مفهومة لك، فإنك تحتاج إلى تطوير عضلات فمك عن طريق التمرين عليها بشكل مكثف.
استخدم المرآة: خذ بضع دقائق من وقتك للوقوف أمام المرآة والتحدث بكل ثقة. اختر موضوعاً ما باللغة الإنجليزية، و اضبط توقيت هاتفك لمدة دقيقتين أو ثلاث دقائق وتحدث فقط، نعم تحدث فقط.الهدف هنا هو مشاهدة فمك ووجهك ولغة جسدك أثناء التحدث. كما أنه يجعلك تشعر وكأنك تتحدث إلى شخص ما وتحاوره، حتى تتمكن من التظاهر بأنك تجري محادثة مع صديق.إذا واجهتك مشكلة في كلمة لا تعرفها، فحاول التعبير عن فكرتك بسياق مختلف.

تحدّث ما لا يقل عن ساعة يومياً: كلما تحدثت أكثر كانت فرصة التعلم أكبر. التزم بممارسة التحدث ما لا يقل عن ساعة بشكل يومي، تحدّث عن نفسك، عالمك، أحلامك، طموحاتك، أنشطتك اليومية سواء مع نفسك أو مع أشخاص آخرين مختلفين من حولك.
كرّر استخدام المفردات الجديدة: إذا كنت تريد أن تتحدث وتعبر عن نفسك بطلاقة حاول أن تزيد محتوى المفردات اللغوية التي تمتلكها فكلما زاد عدد المرادفات التي تعرفها في اللغة الجديدة كلما كنت متحدث أفضل وأقوى. 
تعلم عبارات ومصطلحات وجمل وليس فقط كلمات مفردة: قد تستخدم قواعد اللغة الأجنبية والمفردات الصحيحة عند التحدث بها مما يساهم في تطوير هذه المهارة.
سجّل صوتك وأنت تتحدث وتردد:  حاول التحدث بصوت عالٍ. اقرأ بصوت عالٍ أيضًا. سجل صوتك أثناء تحدثك، واسمع التسجيل بعدها لمعرفة أخطاءك في النطق أو القواعد، واعمل على تصحيحها بشكل دوري مع التمرّن والتكرار وحتى إذا لم يكن لديك أي شخص لتصحيح أخطاءك، فإن مجرد التحدث بصوت عالٍ سيساعدك على أن تصبح أكثر راحة في التحدث باللغة الأجنبية.
شاهد الأفلام والبرامج التلفزيونية عبر الإنترنت: مشاهدة فيلم أجنبي كل أسبوع يحفز حاسة الاستماع ثم التحدث بالإنجليزية وكون البرامج التلفزيونية باللغة الإنجليزية مهمّة ومفيدة أيضاّ، من الأفضل استخدام شبكة الإنترنت ومشاهدة البرامج والأفلام والفيديوهات على موقع يوتيوب. حيث يمكنك إعادة مشاهدتها مرارًا وتكرارًا وتقديم الفيديو وتأخيره للاستماع بشكل أبطأ، وبالتالي الحصول على فائدة أكبر وتنمية مهارة التحدث بالإنجليزية بعد الاستماع.
قلّد ناطق أصلي باللغة التي تتعلمها:يمكنك أن تتعلم الكثير من تقليد الطريقة التي يتحدث بها المتحدث الأصلي للغة. اختر شخصًا نبرة صوته جميلة ومريحة للأذن وابحث عن تسجيل له وهو يتحدث. حدد بضع جمل في التسجيل وتدرب على تقليدها بالضبط كما طريقة الإلقاء تماماً، كيف يبدو صوته في التسجيل؟ انتبه إلى صوت كل مقطع لفظي والكلمات التي يتم التأكيد عليها كي تتقنها كما اللغة الأم.


3- مهارة القراءة


القراءة مهارة إستقبالية أو سلبية ، حيث تتطلب منا استخدام أعيننا وأدمغتنا لفهم المكافئ الكتابي للغة المحكية. وهي مهارة مهمة لأنها تسمح لك بالوصول إلى المعلومات والأفكار من مصادر مكتوبة. يمكن أن تساعد القراءة في تعلم اللغة الجديدة من خلال تعريضك لكلمات جديدة، وتعابير، وهياكل نحوية، ومعرفة ثقافية. 
كيف يمكنك تحسين مهارات القراءة لديك أثناء تعلم لغة ثانية؟
لا تستخدم القاموس طوال الوقت: عندما تبدأ في قراءة نص غير مكتوب بلغتك الأم، لا تبحث عن كل كلمة في القاموس عندما لا تكون متأكدًا من معناها. إن الوصول باستمرار إلى القاموس سيجعل التمرين بأكمله عملاً روتينيًا ومملًا، ويجب أن يكون تعلم لغة جديدة أمرًا ممتعًا وتعليميًا أيضًا! طالما أنك تفهم جوهر ما تقرأه، فهذا هو الشيء الأكثر أهمية.

فكر باللغة التي تقرأ بها:اقرأ بعناية، ولا تتعجل، وستجد نفسك تتكيف ببطء ولكن بثبات مع اللغة التي كتب بها النص.  عندما تقرأ بلغة ليست لغتك، فمن المهم أن تفكر بهذه اللغة أيضًا. عندما تفكر باللغة التي تتعلمها، فإنك تدرب عقلك على العمل بطريقة ثنائية اللغة. هذا هو جوهر كيفية تحسين مهارات القراءة لديك بلغة ثانية.

تدوين الملاحظات عند القراءة: من الفوائد العظيمة الأخرى التي تعود على طلاب اللغة من القراءة أثناء تعلم لغة جديدة هو أنك ستجد مفرداتك تتوسع وتتحسن بسرعة. لكن تدريب الدماغ على تذكر ما تتعلمه يشبه تمرين عضلاتك. ستحتاج إلى تعزيز تعلمك من خلال تدوين الملاحظات، خاصة الكلمات والعبارات التي تريد استخدامها في المستقبل.ضع خطًا تحت الكلمات والعبارات الرئيسية التي تريد تذكرها أو التي لست متأكدًا منها، ثم اكتبها لاحقًا بمجرد الانتهاء من القراءة.

القراءة بصوت عالٍ بدلاً من القراءة بصمت في رأسك: يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص إذا وجدت عقلك مشتتًا وتركيزك يتضاءل. ومن خلال القيام بذلك، ستجد نفسك في تناغم مع إيقاع اللغة التي تتعلمها. ستساعدك القراءة بصوت عالٍ أيضًا بشكل كبير في نطقك وتمكنك من تحسين إلقاء خطابك في مواقف الحياة اليومية.
حاول القراءة عن موضوعات جديدة واستكشاف الأنواع والأنماط واللهجات المختلفة. من خلال القيام بذلك، ستتمكن من الحصول على فكرة عن كيفية استخدام الكلمات في الحياة الواقعية، بدلاً من مجرد تعلم تعريفاتها في القاموس.


4- مهارة الكتابة:


الكتابة هي مهارة إنتاجية أيصا كمهارة التحدث ، حيث تتطلب منا استخدام أيدينا وأدمغتنا لإنتاج الرموز المكتوبة التي تمثل لغتنا المنطوقة. جنبا إلى جنب مع القراءة 
والكتابة هي الخطوة الأولى لإنتاج اللغة بدلًا من تلقّيها؛ إذ ينصح العديد من الناس بكتابة النصوص قبل التحدث لأن ذلك يساعد على تحضير الأفكار لما تود قوله.
يمكنك تحسين مهارة الكتابة من خلال:
كتابة الرسائل: وهي وسيلة لممارسة اللغة والتدرب على استخدامها، وينصح باختيار موضوعات محددة والكتابة عنها وإرسالها إلى متخصص باللغة لتصحيحها لك وإيجاد نقاط ضعفك في الكتابة.كما يوجد العديد من التطبيقات للهواتف الذكية والمواقع لمساعدتك في ممارسة الكتابة؛ سواء عبر تمارين بسيطة أو كتابة فقرات كاملة.ومن أمثلة هذه التطبيقات تطبيق Duolingo .
تكوين سياق قوى من المفردات والعبارات الجديدة:عندما تتعلم تعبير او كلمة جديدة يمكنك إدخالها في أكثر من جملة، تعرف على حروف الجر التي تتعلق بها والتي قد تعطى معنى جديد.
تحري الدقة واستكشاف الاخطاء والاستفادة من ارتكاب الاخطاء: ولديك العديد من الخيارات لمساعدتك في تصحيح أخطائك أن تسأل مدرسا او متحدثا أصليا، كما يمكنك أن تطلب من أحد الأصدقاء قراءة كتابتك وتقديم بعض النصائح لك.
التدريب على الكتابة بشكل بسيط في البداية ثم تتدرج بمستواك من المبتدئ الى المتوسط الى المتقدم، والاهم أنك لا تستعجل النتائج.
القراءة: القراءة مهمة  للتعرف على هياكل وتنسيقات الكتابة. فالقراءة والكتابة يسيران جنبًا إلى جنب، لذا بالإضافة إلى تحسين مهارات القراءة لديك أثناء تعلم لغة ثانية، ستحصل على مكافأة إضافية تتمثل في تحسين مهاراتك اللغوية المكتوبة والمنطوقة بشكل كبير أيضًا!

 

في الختام، يمكن القول أن المهارات اللغوية الأربع هي أساس تعلم أي لغة جديدة. فهي اللبنات الأساسية التي ترتكز عليها عملية اكتساب اللغة. ولكي تتمكن من تحقيق إتقان حقيقي للغة، عليك أن نركز على تطوير هذه المهارات بشكل متوازن. ونجاحك في الوصول إلى هدفك في اكتسابها مرهون بمدى تمكُّنك من تلك المهارات. كما أن ممارسة اللغة بشكل منتظم أمر ضروري لتحسين المهارات اللغوية وتطويرها لديك.

 

***اقرأ أيضًا:

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

44

متابعين

9

متابعهم

4

مقالات مشابة