التنوين: أنواعة،وفائدته، وقواعد كتابته.
التنوين: أنواعة،وفائدته، وقواعد كتابته.
تعريف التنوين
التنوين هو نون صحيحة ساكنة تلحق بآخر الكلمة نطقًا فقط وليس كتابةً. ووصلا لا ووقفًا، لمعنى يختص به وقد خصَّها النحاة بهذه اللقب، وسمُّوها تنويناً ليفرقوا بينها، وبين النون الزائدة المتحركة التي تكون في آخر المثنى والجمع
ويظهر في الرسم بمضاعفة الحركة على الحرف الآخير (ـــــــًــــ) (ـــــــٌــــــ) (ـــــــــٍـــــ) وزيادة ألف ساكنة زائدة في حالة تنوين الفتح في بعض الحالات(ــــــًا) وتسمى بألف العوض
أما في النطق فيظهر بنطق الحرف الأخير بحركته بعده نون ساكنة.
ما فائدة التنوين في اللغة العربية؟
ذكر الإمام ابن قيم الجوزية في بدائع الفوائد فائدة التنوين فقال:
التفرقة بين فصل الكلمة ووصلها فلا تدخل في الاسم إلا علامة على انفصاله عما بعده ، ولهذا كثر في النكرات لفرط احتياجها إلى التخصيص بالإضافة ، فإذا لم تضف احتاجت إلى التنوين تنبيهاً على أنها غير مضافة"
كما أن علماء اللغة ذكروا أن للتنويند فوائد صرفية ونحوية؛ ففائدته الصرفيَّة، أنه يفرِّق به في بِنية الكلمة بيْن المعرفة والنكرة، فكلمة "صه"، إذا نوِّنت كانتْ نكرةً، وإذا لم تنون كانت معرفةً.
وأما فائدته النحْوية؛ فالتنوين يقوم مقام كلمة محذوفة في نحو: ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾ [الإسراء: 84]، والتقدير: "كل مخلوق"، حيث قام التنوينُ في "كل" مقامَ كلمة "مخلوق"، بل يقوم التنوين مقامَ جُملة محذوفة، في نحو: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [الروم: 4]، والتقدير: "يوم إذ تنتصرون يفْرَح المؤمنون"، حيث نوِّنت "إذ" عوضًا عن جُملة "تنتصرون".
كما يقوم التنوين بتحديد وظيفة العامِل من حيث العمل، فاسم الفاعِل إذا نُوِّن يعمل فيما بعدَه النصبَ، مثل: "أنا فاهمٌ الدرس"، "الدرس" مفعولٌ به، واسم الفاعل منون، وإذا لم ينون يعمل فيما بعدَه الجر بإضافتِه إليه نحو: "أنا فاهِم الدرس"، "الدرس" مضاف إليه، واسم الفاعِل غير منوَّن وهو مضاف.
أنواع التنوين
أ- تنوين التمكين: وهو الذي يلحق آخر الأسماء المعربة"المصروفة" ويطلق عليه أيضا: تنوين الصرف، كزيدٍ ، و رجلٌ...
ومثاله قوله تَعَالَى ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ ﴾ [الأعراف: 59]وقوله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [آل عمران: 144]
ب- تنوين التنكير: هو الذى يلحق بعض الأسماء المبنية ليفرق بين المعرفة والنكرة
نحو: قرأتُ لسيبويهِ العالم وقابلتُ سيبويهًا. فسيبويه الأول معـرفة ، والثاني نكرة ، والذي دلّ على تنكيره التنوين الذي لحق آخره ، ونحو: صَهٍ ( أي : اسكت أو اصمت عن كل حديث ) ، وإيه ٍ( أي : زدني من كل حديث ) .
ج- تنوين المقابلة، هو الذي يلحق جمـع المؤنث السالم.
نحو قوله تعالى : " عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا" سورة التحريم الأية 5؛ فإنَّ التنوين فيه مقابل النون في جمع المذكر السالم ، نحو: مسلمون، ومؤمنون، وقانتون.
د- تنوين العِوَضِ ، وهو ثلاثة أقسام: ,
أ- عوض عن حرف ، وهو التنوين الذي يلحـق المنقوص الممنوع من الصرف كجوارٍ وليالٍ عِوضاً عن الياء المحذوفة في حالتي الرفـع ، والجر ، نحو: هذا ليالٍ فاضلةٌ. تمتعت بليالٍ هادئة.
﴿وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ [الأعراف: 41] فالكلمة أصلها (غواشيُ) لأنها على صيغة منتهى الجموع وهي ممنوعة من الصرف فاستثقلت ـالضمة على الياء فسكنت، ثم حُذفت الياء هذه للثقل وعُوِّض عنها بالتنوين. والكلمة باقية على ما هي عليه من المنع من الصرف فهذا التنوين ليس تنوين التمكين الدال على إعراب الكلمة وإنما هو تنوين العوض الدال على حذف حرف.
ب- عوض عن كلمة ،هو ما يلحق (كلاً) أو (بعضًا) أو (أيًا) ويأتي عوضًا عما يضاف إليه، نحو قوله تعال:
﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الإسراء: 110]
وقوله تعال: ﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: 21]
وقوله تعال: ﴿ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ﴾ [النساء: 95]
ج- عوض عن جملة : وهو التنوين الذي يلحق ( إذْ ) عوضاً عن جملة تكون بعدها،
كقوله تعالى: " ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ﴾ [الواقعة 83-84]
وقوله تعال: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ [الإنفطار: 19]
*ملاحظات:
هناك أنواع أخرى من التنوين خاصة بالشعر التنوينات مثل الترنم و الضرورة والغالي، كما ذكر علماء النحو والصرف في كتبهم تنوينات أخرى قليلة الاستعمال.
التنوين من علامات الاسم فلا يمكن زيادة التنوين على فعل أو حرف.
الاسم المضاف لا ينون؛ فلا يجوز تنوين كلمة مدرسة في "أدرسُ في مدرسةٍ المتفوقين" والصحيح مدرسةِ المتفوقين، لأن كلمة مدرسة مضافة. أما حذف التنوين فلأنه يدل على الإنفصال ، والإضافة تدل على الإتصال فلا يمكن جمع بينهما لأن التنوين يؤذن بانقطاع الإسم وتمامه، والإضافة تدل على الإتصال ، وكون الشيء متصلا ومنفصلا في حالة واحدة محال.
يحُذف التنوين تخفيفًا إذا كان المنوَّن علمًا موصوفًا بـ (ابن) ويكون مضافًا إلى علم؛ نحو: (جاء زيدُ بن علي)؛ وذلك لكثرة استعمال (ابن) بين علَمين أحدهما موصوف به والآخر مضاف إليه.
لا يجتمع التنوين مع (ال) للتعريف في اسم واحد أبدًا.فلا يجوز تنوين كلمة الكتاب في "قرأتُ الكتابًا" والصحيح قرأت الكتابَ، لأنها معرفة.
قواعد كتابة التنوين
أولًا: تنوين الفتح:
*معظم الأسماء: تُضاف ألف إلى آخر الكلمة، وتسمى ألف العِوَضِ وتنطق عند الوقف على الكلمة بفتحة. "كتابَا" ولا تثبت نطقًا عند الوصل، وإنما تُحذف، وننطق الحرف الأخير مفتوح، بعده نون ساكنة "كتابًا - بلدًا
*يُوضع التنوين على الحرف السابق للألف"كتابًا".وأجاز البعض وضعها على الألف"كتاباً"
*لا تضاف ألف إلى آخر الكلمة المنونة بتنوين النصب في المواضع التالية:
- الأسماء المختومة بتاء مربوطة؛ نحو مدرسةً – فتاةً – شجرةً...
2. الاسم المقصور:يُوضع التنوين على الحرف السابق للألف المقصورة. أمثلة: هدًى، تقًى، عصًى،فتىً
تنوين النصب في الأسماء المنتهية بهمزة:
1- تنوين الاسم المنتهي بهمزة والمسبوق بألف"الاسم الممدود:
سماء: سماءً –نداء: نداءً : لا تضاف ألف العوض ويكتب التوين مباشرة على الهمزة كراهة اجتماع ألفين
2- تنوين الاسم المنتهي بهمزة مرسومة على ألف:
نبأ: نبأً، خطأ: خطأً : لا تضاف ألف العوض ويكتب التوين مباشرة على الهمزة كراهة اجتماع ألفين
يلحظ أن الأسماء المنتهية بهمزة قبلها ألف؛ نحو "سماءً - بناءً"، أو همزة مكتوبة على ألف؛ نحو: نبأً – خَطَأً" يُوضع التنوين على الحرف الأخير مباشرة. وتحذف الألف في هذين الموضعين كتابةً ، بالرغم من ثبوتها نطقًا في الوقف؛ كراهية توالي الأمثال.
3- تنوين الاسم المنتهي بهمزة والمسبوق بسكون أو ضم أو كسر:
- مسبوق بسكون"جزء: جزْءًا ، عبْء: عبْئًا"
- مسبوق بضم"لؤلؤً: لؤلؤًا ، تباطؤ: تباطؤًا"
- مسبوق بكسر نحو: "مستهزِئ: مستهزِئًا ، متكافِئ متكافِئاً"
تضاف ألف العوض بعد الهمزة.
*ملاحظة: تنوين الاسم المنتهي بهمزة سيشرح بالتفصيل في درس منفصل إن شاء الله وما سبق اختصار لقاعدة تنوين النصب للأسماء المنتهية بهمزة.
*ملاحظة:كَثُرَت التساؤلات حول مكان وضع التنوين. على الاسم المنون المنصوب المنتهي بألف العوض؛ فهل نكتبها: كتابًا أم كتاباً؟ وكذلك اختلف في مكان وضع التنوين في الاسم المقصور؛ فهل يوضع على الألف أم على الحرف الذي يسبقها؟ فتىً أم فتًى؟
والصحيح أن تنوين الفتح يجوز فيه الوجهان:
(كتابًا) حسب مدرسة المشارقة.
(كتاباً) حسب مدرسة المغاربة.
ملخص لبعض الأخطاء في كتابة تنوين النصب وتصحيحها | |
الأخطاء في كتابة التنوين | الكتابة الصحيحة |
كتابة الأسماء المنتهية بتاء مربوطة بتاء مفتوحة وألف عوض؛ نحو: مدرستًا - فتاتًا - شجرتًا | يوضع التنوين بشكل مباشر على التاء المربوطة مدرسةً - فتاةً - شجرةً |
كتابة الأسماء المنتهية بهمزة قبلها ألف "الاسم الممدود" بزيادة ألف؛ نحو: سماءًا – بناءًا
| يوضع التنوين بشكل مباشر على الهمزة
سماءً – بناءً |
الأسماء المنتهية بهمزة على ألف بزيادة ألف؛ نحو: نبأًا – خَطَأًا | يوضع التنوين بشكل مباشر على الهمزة
نبأً – خَطَأً |
كتابة الأسماء المنتهي بألف مقصورة بزيادة ألف؛ نحو: فتًا - هدًا
| يوضع التنوين بشكل مباشر على ما قبل الألف المقصورة. فتًى - هدًى |
كتابة الهمزة على السطر وبعدها ألف العوض وعدم وصلها بما قبلها في مثل:
عبْء: عبْءًا" | إن كان الحرف الذي قبل الهمزة يوصل بما بعده رسمت على الياء، ثم يرسم ألف التنوين موصولا بها.
عبْء: عبْئًا" |
ثانيا: تنوين الضم والكسر:
*يكتب فوق الحرف الآخير ضمتين في حالة تنوين الضم(ـــٌ) وكسرتين في حالة تنوين الكسر(ـٍـ)
إلا في بعض المواضع؛ وهي:
1. الاسم المنقوص في حالتي الرفع والجر يتم حذف الياء في آخره، ويتمّ استبدالها بتنوين كسر يسمى "تنوين التمكين"؛ ليتناسب مع الياء المحذوفة، ولا علاقة لهذا التّنوين في العلامة الإعرابية، فتبقى الحركات مقدرة على الياء المحذوفة.
وسبب حذف الياء أن هذه النون التنوين الساكنة ستلتقي بالياء الساكنة في آخر الكلمة في حالتي الرفع والجر، فتحذف الياء من آخر هذا الاسم لمنع التقاء الساكنين.
ومثاله: سلمتُ على قاضٍ عادل، وجاء قاضٍ عادل.
2. الاسم المقصور: عند دخول التنوين (الذي هو صوت نون ساكنة) عليه سيلتقي ساكنان، الألف الساكنة وصوت التنوين، فنحذف الألف لفظًا لمنع التقاء الساكنين، وتبقى الألف مثبتة كتابةً.
والاسم المقصور في أصله يعرب بعلامات مُقدّرة فلا تظهر عليه الحركات لتعذر نطق الحركة على آخره ولذلك عند تنوينه لا يظهر عليه إلا تنوين الفتح في أحواله الإعرابيّة الثّلاثيّة.
ومثاله :جاء فتًى.ومررتُ بفتًى. ورأيتُ فتًى
ومثاله قوله تعالى: { أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
هُدًىٍ: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة للتعذر
*ملاحظة: في مثال: ورأيتُ فتًى نعرب "فتى": مفعول به منصوب بفتحة مقدرة للتعذر، فالفتحة هنا ليست علامة نصب، فلا علاقة لهذا التّنوين بالعلامة الإعرابية.
***وللمزيد حول أحكام المنقوص والمقصور اقرأ الدرس هنا