كيفية تدريس الدراسات الاجتماعية لطلاب المرحلة الابتدائية

كيفية تدريس الدراسات الاجتماعية لطلاب المرحلة الابتدائية

0 reviews

استخدام التعـلـم الإلكتروني التفاعلي في تدريـس الدراسات الاجتماعية لتنـمية 

                             مهارات التفـكير التاريــخي وحب الاستطلاع المعرفي

لدى تلامـيذ المرحلة الابتدائية

 

بحث مقدم من 

هويدا إبراهيم محمود عيد

إشراف

image about كيفية تدريس الدراسات الاجتماعية لطلاب المرحلة الابتدائية

 

أ.د / مجدي خير الدين كامل خير الدين

استاذ المناهج وطرق التدريس

الدراسات الاجتماعية

كلية التربية – جامعة اسيوط

 

أ.د / جمال حسن السيد ابراهيم

استاذ المناهج وطرق التدريس

الدراسات الاجتماعية

كلية التربية – جامعة اسيوط

 

 

 

 

 

 

مُقَدمَة :

            يُعَد مَنهَج الدِّراسات الاجْتماعيَّة عَامَّة والتَّاريخ خَاصَّة مِن المناهج الدِّراسيَّة اَلتِي تَهتَم بِدراسة الأحْداث والْعلاقات الماضية بَيْن الإنْسان وبيئَته، وَهُو يَعُد ذَاكِرة الإنْسانيَّة، حَيْث يُحلِّل وَيصِف الأحْداث اَلتِي جرتْ فِي الماضي على أُسُس عِلْميَّة مُحَايدَة، لِلْوصول إِلى حَقائِق وقواعد تُسَاعِد على فَهْم الحاضر وإصْدَار الأحْكام والتَّنبُّؤ بِالْمسْتقْبل.

     فمناهج الدِّراسات الاجْتماعيَّة عُمومًا، والتَّاريخ على وَجْه التَّحْديد، تَكسِب الطَّالب مِن خِلالِهَا المعْرفة وَالقِيم والْمهارات الإيجابيَّة، وقد تَطوَّر مَفهُوم الدِّراسات الاجْتماعيَّة فِي اَلآوِنة الأخيرة، إِذ أَصبَح الهدف اَلرئِيس لِلدِّراسات الاجْتماعيَّة تَنمِية قُدرَة المتعلِّم على التَّفْكير والاسْتطْلاع.

      حَيْث يَعُد تَدرِيس مُقرِّر التَّاريخ جُزْءًا مِن بِنَاء اَلهوِية الوطنيَّة، وَقيَم المواطنة، وَتشكِيل الشَّخْصيَّة القادرة على التَّعامل بِعقْلانيَّة مُتزنَة مع الأحْداث اَلتِي تَدُور حوْلهَا، فالتَّاريخ لَيْس بِالْماضي اَلذِي تَلاشَى بل هُو حاضرًا بِحضور تأْثيراته على مُجمَل الأحْداث فِي زمننَا؛ وَهُو يُشكِّل نمط شخْصيَّتنَا ونظْرتنَا لِأنْفسنَا وللْآخرين وقدْرتنَا على التَّعامل مَعهُم إِمَّا بِمنْطق الإنْسانيَّة أو الصِّرَاع والْكراهية؛ لِذَا فَإِن تَدرِيس التَّاريخ يَتَطلَّب مِنَّا البحْث فِي كُلِّ مُفْرداته لِمعْرِفة مَا ستشكِّله مِن فِكْر لَدى المتعلِّم (أَحمَد الرَّبْعاني وآخرون، 2016، 72).

      وَلمَّا كان مُقرِّر التَّاريخ يَفتَقِر إِلى إِطَار مَعرفِي مُحدَّد كَغيرِه مِن اَلْمَواد الدِّراسيَّة، وَلمَّا كَانَت أحْداثه لا يُمْكِن مُلاحظتهَا مُبَاشرَة بل يُمْكِن اِكْتشافهَا مِن خِلَال الاسْتدْلال بِأشْيَاء مَوجُودة، كان لابُد عِنْد دِراسة مَناهِج التَّاريخ  مِن جَمْع اَلأدِلة المتوافرة وإخْضاعهَا لِلدِّراسة والنَّقْد والتَّفْسير والتَّعْليل والتَّقْويم وَهذَا يَتَطلَّب اِسْتخْدام مهارَات تَفكِير خَاصَّة وَهِي مهارَات التَّفْكير التَّاريخيِّ (أَزهَار تَلَّة، 2013، 57).

      وَذلِك نظرًا لِأنَّ مُقرِّر التَّاريخ مِن المقرَّرات الدِّراسيَّة اَلتِي تُسَاهِم فِي تَنمِية مهارَات التَّفْكير التَّاريخيِّ لَدى التَّلاميذ، فالتَّاريخ عِلْم نَاقِد يَقُوم على التَّعْليل والتَّفْسير وَربَط الأسْباب بِالنَّتائج وإجْرَاء المقارنات والْموازنات. وقد سعى التَّرْبويُّون إِلى إِكسَاب المتعلِّمين مهارَات التَّفْكير التَّاريخيِّ أَكثَر مِن مُجرَّد البحْث عن الحقائق التَّاريخيَّة، ولتحْويل التَّاريخ إِلى عِظة وَعِبرَة.

      فَترَى (أَزهَار تَلَّة، 2013، 69) أنَّ التَّفْكير التَّاريخيَّ قُدرَة التَّلاميذ على قِراءة المادَّة التَّاريخيَّة وفهْم الأحْداث التَّاريخيَّة والْمشْكلات اَلتِي واجهَهَا الإنْسان فِي الماضي، وتحْليلهَا والْمقارنة بيْنهَا، وَنَقدهَا والتَّنبُّؤ بِحلول لَهَا، وإصْدَار الأحْكام بِنَاء على الشَّواهد المتوافرة .

      كمَا أَشَار (جَمَال العمْرجي، 2017، 138) إِلَيه بِأَنه مَجمُوعة المهارات اَلتِي يكْتسبهَا المتعلِّم أَثنَاء دِراسة التَّاريخ؛ وتساعده على كَيفِية التَّفْكير، والْفَهْم والاسْتيعاب، والتَّحْليل، والتَّفْسير التَّاريخيُّ، وَتكسِبه مهارَات البحْث التَّاريخيِّ مِن خِلَال اِسْتخْدام تِقْنيَّة الواقع اَلمُعزز ويقْتَصر بَحثُه على خَمْس مهارَات وَهِي: مَهارَة قِراءة النُّصوص التَّاريخيَّة، وَمَهارَة التَّحْليل التَّاريخيِّ، وَمَهارَة التَّفْكير الزَّمَنيِّ والْمكانيِّ فِي الحدث التَّاريخيِّ، وَمَهارَة التَّحْليل التَّاريخيِّ، وَمَهارَة التَّقَصِّي التَّاريخيِّ بِاسْتخْدام تِقْنيَّات التَّعْليم. 

      وقد حَدَّد المرْكز الوطَنيُّ لِلتَّاريخ فِي المدارس الأمْريكيَّة (NCSS, 1991) المعايير الرَّئيسة لِلتَّفْكير التَّاريخيِّ لِلصُّفوف مِن 5 - 12 بِخمْسة مَعايِير هِي: التَّسلْسل الزَّمَنيُّ، والْفَهْم والاسْتيعاب التَّاريخيُّ، والتَّحْليل والتَّفْسير التَّاريخيُّ، وَقدُرات البحْث التَّاريخيِّ، وَتحلِيل القضايَا التَّاريخيَّة واتِّخَاذ القرَار نقْلا عن (رِضَا مَسعُود ، 2011 ، 4).

      بيْنمَا حَدَّد المرْكز اَلقوْمِي الأمْريكيُّ لِتدْرِيس التَّاريخ History Standards, 1996)) ثَمَان مهارَات وَهِي مَهارَة قِراءة المادَّة التَّاريخيَّة وَفهمِها، وَمَهارَة اِختِيار المصْدر والْوثيقة، وَمَهارَة البحْث عن اَلأدِلة التَّاريخيَّة، وَمَهارَة جَمْع المادَّة التَّاريخيَّة، وَمَهارَة تَرتِيب الأحْداث زمنيًّا ومكانيًّا، وَمَهارَة النَّقْد التَّاريخيِّ لِلْمصْدر، وَمَهارَة تَفسِير الأحْداث التَّاريخيَّة، وَمَهارَة إِصدَار اَلحُكم على الأحْداث التَّاريخيَّة نقْلا عن (أحمدالرْبعاني, أَنفَال العجَميّ، 2016، 73). 

      وَأَشارَت (غَادَة دِرْغَام، 2015، 69) إِلى التَّفْكير التَّاريخيِّ إِنَّه نَوْع مِن أَنوَاع التَّفْكير يَعنِي بِقدْرة المتعلِّم على فَهْم النُّصوص التَّاريخيَّة، والتَّحْليل والتَّفْسير التَّاريخيُّ، والتَّمكُّن مِن مهارَات البحْث التَّاريخيِّ والتَّحْليل واتِّخَاذ القرارات فِي القضايَا التَّاريخيَّة.

      وقد أَكدَت الدِّراسات والْبحوث العربيَّة والْإنْجليزيَّة، ضَرُورَة الاهْتمام بِتنْمِية التَّفْكير التَّاريخيِّ لَدى دَارسِي التَّاريخ فِي مُخْتَلِف المراحل التَّعْليميَّة: فَمِنهَا مِن اِهْتمَّ بِتنْمِية التَّفْكير التَّاريخيِّ لَدى مُعَلمِي مَادَّة التَّاريخيِّ، مِثْل دِراسة Jaffee , 2018))، وَمِنهَا مِن اِهْتمَّ بِتنْمِية التَّفْكير التَّاريخيِّ لَدى طُلَّاب المرْحلة الثَّانويَّة، دِراسة (عَادِل اَلنجْدِي، 2013)، ودراسة (Barr & others, 2015), ودراسة (جَمَال العمْرجي، 2017)، وَمِنهَا مِن اِهْتمَّ بِتنْمِية التَّفْكير التَّاريخيِّ لَدى طُلَّاب المرْحلة الإعْداديَّة، دِراسة (غَادَة دِرْغَام، 2015)، ودراسة (شِيرين العدْوان، 2016)، وَمِنهَا مِن اِهْتمَّ بِالْمرْحلة الابْتدائيَّة، دِراسة (هِنْد رَائِد، 2014) فأوْصى بِضرورة التَّرْكيز على الأنْشطة والْوسائل المعيَّنة فِي تَحقِيق غَايَة تَدرِيس التَّاريخ وَالعِلم معًا لَدى طُلَّاب هَذِه المرْحلة، ودراسة (Lund, 2012) اَلتِي رأتْ تهْميشًا لِلدِّراسات الاجْتماعيَّة فِي التَّعْليم الابْتدائيِّ فاتَّجَهتْ أنْظارهَا إِلى اِسْتخْدام المتْحف لِتعْزِيز التَّعَلُّم فِي التَّاريخ وَتنمِية مهارَات التَّفْكير التَّاريخيِّ فِي المرْحلة الابْتدائيِّ؛ فمن هُنَا اِنْطلَقتْ فِكْرَة الباحثة لِأهمِّيَّة تَنمِية التَّفْكير التَّاريخيِّ لَدى تَلامِيذ المرْحلة الابْتدائيَّة؛ حَيْث يَتَميَّز تَلامِيذ هَذِه المرْحلة بِزيادة قُدراتهم العقْليَّة، والاهْتمام بِالْأنْشطة، والْوسائل، وَتفعِيل دَوْر مَادَّة التَّاريخ اَلتِي تُسَاعِد على تَنمِية مهارَات التَّفْكير التَّاريخيِّ فِي عُقُول أبْنائنَا مُنْذ الصِّغر.

      والْإنْسان بِطبيعته مُحبًّا لِلاسْتطْلاع ويسْعى نَحْو الخبْرات الجديدة ويسْتمْتع بِكلِّ مَا هُو جديد، لِذَا وجد عُلَماء النَّفْس التَّرْبويِّ والْمعْرفيِّ إِنَّ حُبَّ الاسْتطْلاع المعْرفيِّ أَسَاس التَّعَلُّم والْإبْداع، حَتَّى أَصبَح إِحْدى المهمَّات الرَّئيسة لِلتَّعَلُّم هِي كَيفِية تَنمِية حُبِّ الاسْتطْلاع المعْرفيِّ لَدى المتعلِّمين، وَبدَأ التَّرْبويُّون البحْث عن الموْضوعات والطَّرائق اَلتِي تُثير حُبَّ الاسْتطْلاع المعْرفيِّ فوجدوا أَنَّه يُعزِّز ويثار نَتِيجَة لِلدَّهْشة والشَّكِّ والْحيْرة والتَّناقض المعْرفيِّ وَالذِي يُمْكِن لِلْمعَلِّم أحْداثه دَاخِل الفصْل الدِّراسيِّ (مهَا مَظلُوم، 2016، 8).

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

23

followers

7

followings

11

similar articles