
الثانوية العامة: محطة مؤقتة لا تحدد المصير
الثانوية العامة: محطة مؤقتة لا تحدد المصير
في مجتمعاتنا، غالبًا ما تُعامَل الثانوية العامة وكأنها المفترق الوحيد بين النجاح والفشل، وكأنها "بطاقة عبور" لا بد منها لمن أراد مستقبلًا مشرقًا. لكن الحقيقة الأعمق التي يغفلها كثيرون، هي أن الثانوية العامة ليست نهاية الطريق، بل بداية إدراك وفهم لما نريده حقًا من الحياة.
الفكرة الأولى: الامتحان لا يقيس مستواك بالكامل
الامتحانات تقيس مستوى التحصيل الأكاديمي، لكنها لا تقيس الذكاء الاجتماعي، أو القدرة على الإبداع، أو مهارات التفكير النقدي. فهل يمكن أن تختصر شخصية إنسان كامل في بضع ورقات امتحانية؟ بالطبع لا.
يخطئ من يظن أن من لم يحقق درجات مرتفعة قد فشل، أو أن من حصل على مجموع كبير قد ضمن النجاح الحقيقي.
الفكرة الثانية: النجاح له أكثر من طريق
كثيرون ممن لم يحققوا نتائج مثالية في الثانوية العامة أصبحوا روادًا، مخترعين، مؤثرين، أو ناجحين في مجالات لم تكن معترفًا بها من قبل.
النجاح ليس بابًا واحدًا، بل سلسلة من الأبواب التي تُفتح بالاجتهاد، الإصرار، والشغف.
الفكرة الثالثة: الوعي أهم من التوتر
بدلًا من الغرق في الضغوط، على الطالب أن يسأل نفسه:
“ما المجال الذي أحبّه؟ ما المهارات التي أتميز بها؟”
حين يفكر الطالب بهذه الطريقة، فإنه يضع الأساس لمسار طويل من النضج والاختيار الحر، وليس مجرد اجتياز مرحلة.
الفكرة الرابعة: دعم الأسرة يصنع فارقًا
دور الأهل لا يجب أن يقتصر على السؤال: "جبت كام؟"، بل على خلق بيئة آمنة مشجعة، ترى أبناءها كأشخاص في طور النمو، لا كأرقام تنتظر التصحيح.
إن الثقة والدعم النفسي يصنعان فرقًا حقيقيًا في هذه المرحلة الحساسة.
الفكرة الخامسة: الثانوية العامة ليست مقياسًا للحياة
تذكر دائمًا أن الأطباء، المهندسين، الفنانين، أصحاب المشاريع، المؤثرين، وحتى أصحاب الحرف… لم يجمعهم مسار واحد.
ما جمعهم هو الإصرار على تحقيق الذات، كلٌّ بطريقته الخاصة.
الرسالة الختامية:
يا من تخوضون امتحانات الثانوية، تذكروا:
الدرجات لا تحدد قيمتكم.
الفشل مرحلة، وليس حكمًا.
الطريق لا يُرسم من خلال ورقة، بل من قراراتكم وشغفكم.
أنتم أكبر من أي امتحان، وأنجح من أي نتيجة، إذا آمنتم بأنفسكم.
الثانوية العامة صفحة… لا كتاب كامل. اكتبوا أنتم فصول النجاح كما تريدون.