قرار جديد من «وزارة التربية و التعليم»: «إتقان البرمجة شرط أساسي للتخرج من الثانوية العامة والفنية
قرار جديد من «وزارة التربية و التعليم»: «إتقان البرمجة شرط أساسي للتخرج
من الثانوية العامة والفنية

هل تخيلت يومًا أن الخروج من المدرسة الثانوية لن يكون ممكنًا إلا بعد إتقان مهارة البرمجة؟ هذا أصبح واقعًا في مصر، بعد أن أعلنت وزارة التربية والتعليم أن **أي طالب مصري، سواء من التعليم العام أو التعليم الفني، لن يتخرج دون دراسة مادة البرمجة**. القرار يهدف إلى إعداد جيل قادر على مواكبة التطورات التكنولوجية، وإكسابه مهارات أساسية لسوق العمل في القرن الحادي والعشرين.
إدراج مادة البرمجة في الثانوية العامة والفنية
أوضحت وزارة التربية والتعليم أن مادة البرمجة أصبحت **جزءًا رسميًا من المنهج الدراسي للمرحلتين الثانوية العامة والفنية**، على أن تكون كمادة مستقلة لا تدخل في المجموع الكلي للطالب، لكنها شرط أساسي للتخرج.
وقال محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، في تصريحات رسمية: "لن يتخرج أي طالب مصري دون دراسة وإتقان البرمجة"، مؤكداً أن هذه المهارة أصبحت **ركيزة أساسية لوظائف المستقبل ومفتاحًا لسوق العمل**.
تطبيق مادة البرمجة
بدأت الوزارة بالفعل في تطبيق مادة البرمجة هذا العام على طلاب الصف الأول الثانوي، سواء في المسار العام أو البكالوريا الفنية. وبحسب البيانات الرسمية، فقد تمكن أكثر من **336 ألف طالب** من إنهاء المحتوى التعليمي والتدريبي بالكامل حتى الآن، وهي خطوة تعتبر الأولى من نوعها في مصر.
وتعتمد الوزارة في تدريس البرمجة على **منصة "كيريبو" التعليمية**، التي توفر محتوى شامل يتيح للطلاب اكتساب مهارات برمجية متقدمة بطريقة تفاعلية وعملية. المنصة تُعد أداة رئيسية في بناء القدرات الرقمية للطلاب، وتساهم في دمج التعليم الرقمي ضمن المنظومة التعليمية التقليدية.
اختبارات تجريبية وتعزيز مهارات الذكاء الاصطناعي
ضمن خطة الوزارة لتعزيز مهارات الطلاب في مجالات التكنولوجيا، أعلنت عن تنفيذ **اختبار تجريبي للصف الأول الثانوي** في مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي عبر المنصة اليابانية QUREO.
تهدف هذه الاختبارات إلى:
1. **تقييم مستوى الطلاب** في البرمجة والذكاء الاصطناعي.
2. **تطوير المهارات الرقمية** اللازمة للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة.
3. **تهيئة الطلاب لسوق العمل** الذي يركز على الابتكار والقدرة على حل المشكلات الرقمية.
أهداف الوزارة من إدراج البرمجة
تسعى وزارة التربية والتعليم من خلال هذه الخطوة إلى:
* **إعداد جيل رقمي متطور** قادر على المنافسة محليًا ودوليًا.
* **تعزيز القدرات الإبداعية والتفكير المنطقي** لدى الطلاب.
* **توفير فرص عمل مستقبلية** تتطلب مهارات برمجية وتقنية.
* **دمج التعليم الرقمي في المدارس** بشكل تدريجي لضمان التحول الرقمي الكامل.
كما شدد الوزير على استمرار خطط التوسع في مشروعات التحول الرقمي داخل المدارس، مع تدريب المعلمين وتوفير الموارد التعليمية اللازمة لضمان نجاح التجربة.
التحديات والمستقبل
على الرغم من أهمية القرار، تواجه الوزارة تحديات عدة، منها:
* **تأهيل المعلمين** على تدريس البرمجة بكفاءة عالية.
* **توفير البنية التحتية الرقمية** اللازمة في المدارس على مستوى الجمهورية.
* **تحفيز الطلاب** على تعلم البرمجة باعتبارها مادة جديدة وغير معتادة.
ومع ذلك، تؤكد الوزارة أن إدراج البرمجة يمثل **خطوة استراتيجية** لضمان أن يكون كل خريج مصري مجهزًا بالمهارات الرقمية الأساسية، والتي ستشكل أساسًا لمستقبله المهني والشخصي.
خاتمة
قرار وزارة التربية والتعليم بإدراج البرمجة في مناهج الثانوية العامة والفنية يعكس رؤية مصر المستقبلية في **تهيئة جيل قادر على التعامل مع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي**. كما يضع الطلاب على مسار التعلم الرقمي منذ المراحل الأولى، مما يفتح أمامهم آفاقًا واسعة في سوق العمل المحلي والدولي.
الخطوة ليست مجرد تعليم مادة جديدة، بل **استثمار في قدرات الطلاب ومهاراتهم المستقبلية**، ليصبح كل خريج قادرًا على المنافسة والابتكار في عالم سريع التغير.
"وزارة التربية والتعليم تعلن إدراج مادة البرمجة في الثانوية العامة والفنية كشرط للتخرج، مع تطبيق الاختبارات الرقمية والذكاء الاصطناعي، بهدف إعداد جيل مصري مجهز بالمهارات الرقمية اللازمة لسوق العمل."