حكم الجمل وأشباهها بعد المعارف والنكرات
حكم الجمل وأشباهها بعد المعارف والنكرات
أولًا: حكم الجمل وأشباهها بعد النكرات:
إذا وقعت جملة بعد النكرة المحضة فإنها تعرب صفة:
- فمثال الجملة الفعلية بعد النكرة المحضة: مررت برجلٍ يكتبُ.
- ومثال الجملة الاسمية: مررت برجل أخلاقه صالحة.
- ومثال الظرف: رأيت طائرًا فوق الغصن.
- - ومثال الجار مع المجرور: رأيت عصفورًا في قفصه.
ومن شواهد القرآن الكريم:
*قال تعالى { وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } الأعراف :164،
﴿ اللَّهُ ﴾: اسم الجلالة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
﴿ مُهْلِكُهُمْ ﴾: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، و"هاء الغائب" ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
وجملة: (اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ) في محلّ نصب نعت ل (قَوْمًا).
*وقوله تعالى: ﴿وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ﴾ [الإسراء: ٩٣]:
﴿كتابا﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
﴿نقرؤه﴾: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، و"هاء الغائب" ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره "نحن".
وجملة نَقْرَؤُهُ نعت لكتابا.
إذا وقعت جملة بعد النكرة غير المحضة فإنها تعرب صفة،أو حال.
- فمثال الجملة الفعلية بعد النكرة المحضة: مررت برجل جالس يكتب.
- - ومثال الجملة الاسمية مررت برجل مهذب أخلاقه صالحة.
- ومثال الظرف: رأيت طائرًا جميلا فوق الغصن.
- -ومثال الجار مع المجرور: رأيت عصفورا مغردا في قفصه.
ففي مثال«مررتُ برجلٍ جالسٍ يكتبُ»
هنا كلمة رجل " نكرة ناقصة (غير محضة) حيث أنها قيدت بوصف جالس، ولذلك يجوز في إعراب يكتب وجهان :
1- جملة فعلية في محل جر نعت.
2- جملة فعلية في محل نصب حال.
فهي للوصف والحال
ومن شواهد القرآن الكريم:قوله تعالى :﴿وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ﴾ [الأنبياء: 50]
فلك أن تقدر الجملة (أنزلناه)صفة النكرة ،وهو الظاهر ،ولك ان تقدرها حالاً منها؛لأنها قد تخصصت بالوصف"مبارك" ،وذلك يقرّبها من المعرفة.
إعراب الآية:
﴿وَهَذَا﴾: الواو: حرف استئناف حرف مبنيّ على الفتح."الهاء": حرف تنبيه مبنيّ على الفتح."ذا": اسم إشارة مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ.
﴿ذِكْرٌ﴾: خبر مرفوع بالضمة الظّاهرة.
﴿مُبَارَكٌ﴾: نعت مرفوع بالضمة الظّاهرة.
﴿أَنْزَلْنَاهُ﴾: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك.
و"نا": ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ رفع فاعل.
و"الهاء": ضمير متّصل مبنيّ على الضم في محلّ نصب مفعول به.
وجملة "أنزلناه" في محلّ رفع نعت لِـ"ذكر". أو في محل نصب حال
ثانيا: حكم الجمل وأشباهها بعد المعارف
الجملة بعد المعرفة المحضة تعرب حالًا؛نحو:
- مثال الجملة الفعلية: رأيتُ محمد يكتب.
- ومثال الجملة الاسمية: أقبل المعلم وجهه مبتسم.
- ومثال الظرف: أبصرتُ الطائرة فوق السحاب.
- -ومثال الجار مع المجرور: أبصرت الطائرة في وسط السحاب.
ومن شواهد القرآن الكريم:
قوله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ... }النساء :34
﴿وأنتم﴾: "الواو" حرف حال مبني على الفتح، و( أنتم ) ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
﴿سكارى﴾: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر،
والجملة"وَأَنْتُمْ سُكَارَى" في محل نصب حال.
الجمل بعد المعرفة غير المحضة تحتمل الحالية أوالنعت.
- مثال الفعلية: يروقني الزهْر يفوح عطره، بإدخال "أل الجنسية" على الاسم.
- ومثال الاسمية: يروقني الزهر عطرُه فوّاح.
- ومثال الظرف: يروقني الثمر فوق الأغصان.
- ومثال الجار مع مجروره: يسرني الطير على الأغصان.
فوجود "أل" الجنسية" في أول الاسم جعله صالحًا للحكم عليه بأنه معرفة أو نكرة، على حسَب الاعتبار الذى يوجَّه لهذا أو لذاك.
ومن شواهد القرآن الكريم:
قول الله تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [الجمعة: 5]
فإنّ المعرّف الجنسي (الحمار) يقرُب في المعنى من النكرة ،فيصبح تقدير (يحمل )حالاً أو نعتا.
﴿يَحْمِلُ﴾: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره: هو.
﴿أَسْفَارًا﴾: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. وجملة "يحمل" في محل نصب حال "من الحمار".أو أو في محل جر نعت للحمار.
*القاعدة:
الجملة بعد النكرة المحضة نعت، والجملة بعد المعرفة المحضة حال، وبعد المفرد الذي ليس هو محضًا_سواء كان نكرة أو معرفة_ تحتمل النعت والحاليّة.