الضمير المتصل ياء المتكلم

الضمير المتصل ياء المتكلم

0 المراجعات

  ياء المتكلم


  ياء المتكلم من الضمائر البارزة المتصلة المشتركة بين محلي النصب والجر وتكون للمفرد المتكلم بنوعيه: المذكر والمؤنث.وتتصل بالأسماء والأفعال والحروف.


**في هذا الدرس نتعرف...
_ متى تكون في محل نصب؟ 
_ متى تكون في محل جر؟ 

_ متى تفتح ومتى تكون ساكنة؟
_ متى تحذف؟ 
_ متى تتصل بنون الوقاية ؟ 
_ متى يعرب ما قبلها إعرابا مقدرا للمناسبة؟


أولا: _ متى تكون في محل نصب؟ 
1- عند اتصالها بفعل؛ وتكون في محل نصب مفعول بها.
قال تعالى: ﴿ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ [يوسف: 101].


 ﴿آتَيْتَنِي﴾ : فعل ماضٍ مبنيّ على السكون، ، و"التاء": ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل و"النّون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

﴿وَعَلَّمْتَنِي﴾: الواو: حرف عطف.علمتني: فعل ماضٍ مبنيّ على السكون، و"التاء": ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل، و"النّون": للوقاية، و"الياء": ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

﴿أَنْتَ﴾: ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ.﴿وَلِيِّي﴾: خبر مرفوع، وعلامة الرفع الضمة المقدّرة على ما قبل الياء، و"الياء": ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
﴿تَوَفَّنِي﴾: فعل أمر للدعاء مبني على حذف حرف العلة، و"النون" للوقاية، و"ياء المتكلم" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت".
﴿وَأَلْحِقْنِي﴾: "الواو" حرف عطف مبني على الفتح، و( ألحق ) فعل أمر للدعاء مبني على السكون، و"النون" للوقاية، و"ياء المتكلم" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره "أنت".

 

2- عند اتصالها بإن أو أحدى إخواتها؛ وتكون في محل نصب اسم إن:
قال تعالى:﴿ وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [ النساء: 73]

 

﴿يَالَيْتَنِي﴾: ( يا ) حرف تنبيه مبني على السكون، و( ليت ) حرف تمن ونصب مبني على الفتح، و"النون" للوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، و"ياء المتكلم" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم ( ليت ).

ثانيا: متى تكون في محل جر؟ 
1- عند اتصالها باسم؛ وتكون في محل جر مضاف إليه.
قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ ﴾[ الحجر: 42]
إِنَّ: حرف نصب وتوكيد مشبّه بالفعل.
﴿عِبَادِي﴾: اسم "إنّ" منصوب بالفتحة المقدّرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء.
والياء: ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بالإضافة.

2- عند اتصالها بحرف جر؛ وتكون في محل جر بحرف الجر.
قال تعالى:﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ ﴾
[ البقرة: 186]

﴿عَنِّي﴾: عن: حرف جرّ مبنيّ على السكون لا محلّ له من الإعراب، والنون للوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، وياء المتكلم ضمير متصل مبنيّ على السكون في محلّ جرّ بعن. 
﴿لِي﴾: اللام حرف جر مبنيّ على الكسر لا محلّ له من الإعراب، وياء المتكلم ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جر باللام.
﴿لِي﴾: اللام حرف جر مبنيّ على الكسر لا محلّ له من الإعراب، وياء المتكلم ضمير متّصل مبنيّ على السكون في محلّ جر باللام.

 

ثالثا: متى تفتح ياء المتكلم ومتى تسكن؟
الأصل أن ياء المتكلم يجوز بنائها على السكون  أو على الفتح وما قبلها لا يكون إلا مكسور.
وهذا إذا أُضيف الاسم الصحيح الآخر إلى ياء المتكلم فيكُسر آخره لمناسبة الياء، ويجوز في الياء التسكين أو الفتح.
وقد جاءت في القرآن مفتوحة في مواضع منها:قوله تعالى. ﴿ قُل لِّعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ يَوۡمٞ لَّا بَيۡعٞ فِيهِ وَلَا خِلَٰلٌ ﴾
﴿لِعِبَادِيَ﴾: اللّام: حرف جرّ مبنيّ على الكسر.
"عباد": اسم مجرور باللّام وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة، والياء: ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ جرّ بالإضافة.
 

﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
[ البقرة: 258]
﴿رَبِّيَ﴾: "رب": مبتدأ مرفوع بالضمّة المقدّرة على قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة للياء، والياء ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ جر بالإضافة.


وجاءت ساكنة في مواضع أخرى منها قوله تعالى:
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ( 186 ) }
﴿عِبَادِي﴾: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة للياء.
والياء ضمير متّصل مبني على السكون في محلّ جر بالإضافة.


﴿ إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيم ﴾[ آل عمران: 51]

﴿رَبِّي﴾: رب: خبر "إنّ" مرفوع، وعلامة الرفع الضمة المقدرة على الباء لاشتغال المحلّ بالحركة المناسبة للياء، والياء: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

 

الحالات التي يجب فيها فتح ياء المتكلم وتسكين ما قبلها:
1. إذا أُضيف الاسم المقصور إلى ياء المتكلّم.
﴿قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى﴾ [طه: 18]
كلمة "عصا" اسم مقصور أضيف إلى ياء المتكلم، (عصا+ ي المتكلم)= عَصَايَ فهنا وجب تسكين آخره أي (الألف) وفتح ياء المتكلم.
﴿ قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِيعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوّ فَإِمَّا يَأۡتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشۡقَىٰ ﴾
كلمة "هدى" اسم مقصور أضيف إلى ياء المتكلم (هدى + ي المتكلم)= هُدَايَ فهنا وجب تسكين آخره أي (الألف المقصورة) وفتح ياء المتكلم.
﴿هُدَايَ﴾: مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدرة على الألف، و"الياء": ضمير مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

كما في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) الأنعام)

﴿وَمَحْيَايَ﴾: اسم معطوف بالواو على "صلاتي" منصوب بالفتحة المقدّرة على الألف، والياء: ضمير متصل  مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

 

2. إذا أُضيف الاسم المنقوص إلى ياء المتكلم:
نحو:إن مُحامِيَّ بارعٌ، كلمة محامي اسم منقوص أضيف إلى ياء المتكلّم،(محامِي + ي) = مُحامِيَّ فيجب تسكين آخره وهو الياء الأولى وفتح ياء المتكلم.

3. إذا أُضيف الاسم المثنّى إلى ياء المتكلّم.
نحو قوله تعالى: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ (28) نوح).
فكلمة " لِوَالِدَيَّ" أصلها= (لوالدين + ي المتكلم) فهي مثنى في حالة الجر،أُضيفت إلى ياء المتكلّم وحُذفت النون للإضافة فأصبحت " لِوَالِدَيَّ ، فأدغمت ياء المثني في ياء المتكلم ووجب تسكين الياء آخر الاسم وفتح ياء المتكلم.

ونعرب "ياء المتكلم" ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
وفي نحو: هذان والدايَ
فكلمة والدايَ جاءت في حالة الرفع وأصلها والدين أُضيفت إلى ياء المتكلّم، وقد حُذفت النون للإضافة، ووجب تسكين الألف آخر الاسم وفتح ياء المتكلم.

 

4. إذا أُضيف الاسم جمع المذكّر السالم إلى ياء المتكلّم.
﴿... فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [إبراهيم: 22]
"بِمُصْرِخِيَّ" أصلها مصرخين: جمع مذكر سالم+ يا المتكلم وحذفت النون للإضافة إلى ياء المتكلم ووجب تسكين الياء آخر الاسم وفتح ياء المتكلم.

ونعرب "ياء المتكلم" ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.


رابعا: حذف ياء المتكلم.
تحذف ياء المتكلم أحيانا للتخفيف  كما في النداء(ياقومِ) والدعاء(ياربِ) أو في بعض الأفعال(اتقونِ)؛ وعند الحذف تبقى الكسرة على ما قبلها دليلًا عليها.


أمثلة على حذف ياء المتكلم في القرآن الكريم:

قال تعالى: ﴿ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَن يُحَاطَ بِكُمْ ۖ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ﴾
تُؤْتُونِ أصلها تُؤْتُونِي

﴿حَتَّى﴾: حرف غاية وجر.
﴿تُؤْتُونِ﴾: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتى، وعلامة النصب حذف النّون، و"الواو": فاعل، و"النّون": نون الوقاية، و"الياء" المحذوفة للتخفيف: مفعول به.

 

قال تعالى:﴿ قَالَ يَٰهَٰرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذۡ رَأَيۡتَهُمۡ ضَلُّوٓاْ * أَلَّا تَتَّبِعَنِۖ أَفَعَصَيۡتَ أَمۡرِي
أَلَّا: أن: حرف مصدريّ ونصب.لا: حرف زائد.
﴿تَتَّبِعَنِ﴾: فعل مضارع منصوب بالفتحة، والفاعل: أنت، وفيه ياء محذوفة في آخره هي ياء الضمير مفعول به.

 

قال تعالى:﴿ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحۡضُرُونِ
[ المؤمنون: 98]
﴿ رَبِّ﴾: منادى بحرف نداء محذوف منصوب لأنه مضاف، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة لاشتغال المحل بحركة المناسبة للياء المحذوفة، و"ياء المتكلم" المحذوفة ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
﴿ أَنْ﴾: حرف مصدري ونصب.
﴿يَحْضُرُونِ﴾: فعل مضارع منصوب بـ "أن"، وعلامة نصبه حذف النون.
و "النون": نون الوقاية.
والكسرة دالة على ياء المتكلم المحذوفة خطًا واختصارًا اكتفاء بالكسرة.
و "الياء" المحذوفة ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.

 

قال تعالى:﴿ ...ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِۦ عِبَادَهُۥۚ يَٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ [ الزمر: 16]

﴿يَاعِبَادِ﴾: يا: حرف نداء.
عباد: منادي منصوب بالفتحة المقدّرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة لياء المتكلم المحذوفة، و"الياء" المحذوفة ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.
﴿فَاتَّقُونِ﴾: الفاء: حرف واقع في جواب شرط مقدر، و"اتقون": فعل أمر مبنيّ على حذف النون، لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، و"الواو" ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل.
و"النون": للوقاية، و"الياء" المحذوفة ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.

 

**وقد يفتح ما وليته فتقلب ألفًا؛ كما في قوله تعالى: { وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَاأَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ( يوسف 84 ) }
﴿يَاأَسَفَى﴾: يا: حرف نداءٌ وتحسر.
أسفي: منادى متحسر به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الألف، و"الألف" المنقلبة عن ياء: في محلّ جرّ مضاف إليه.

 

قال تعالى:{{ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ( 71 )  قَالَتْ يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ( هود 72 ) }
﴿يَاوَيْلَتَى﴾: يا: حرف نداء وتعجب.
ويلتا: منادي متعجب به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل الألف المنقلبة عن ياء منع من ظهورها اشتغال المحلّ بالحركة المناسبة، و"الألف" المنقلبة عن ياء: في محلّ جرّ مضاف إليه.

وربما حذفت الألف المنقلبة عن ياء وبقيت الفتحة دليلًا عليها
قال تعالى: { قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ( 150الأعراف ) }


﴿ابْنَ﴾: مُنَادًى بِحَرْفِ نِدَاءٍ مَحْذُوفٍ مَنْصُوبٌ لِأَنَّهُ مُضَافٌ وَعَلَامَةُ نَصْبِهِ الْفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
﴿أُمَّ﴾: مُضَافٌ إِلَيْهِ مَجْرُورٌ وَعَلَامَةُ جَرِّهِ الْكَسْرَةُ الْمُقَدَّرَةُ لِاشْتِغَالِ الْمَحَلِّ بِحَرَكَةِ الْمُنَاسَبَةِ لِلْيَاءِ الْمُنْقَلِبَةِ أَلِفًا مَحْذُوفَةً، وَ"يَاءُ الْمُتَكَلِّمِ" الْمُنْقَلِبَةُ أَلِفًا الْمَحْذُوفَةُ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلِّ جَرٍّ مُضَافٌ إِلَيْهِ.

{ قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ( طه 94 ) }
﴿يبنؤم﴾: ( يا ) حرف نداء مبني على السكون، و( ابن ) منادى منصوب لأنه مضاف وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، و( أم ) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة لاشتغال المحل بحركة المناسبة للياء المحذوفة المنقلبة ألفا، و"ياء المتكلم" المنقلبة ألفا المحذوفة ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.


 

خامسا: اتصال ياء المتكلم بنون الوقاية:
نون الوقاية هي نون مكسورة تضاف قبل ياء المتكلم إذا اتصلت بالفعل سواء كان الفعل ماضيًا أو مضارعًا أو أمرًا.

الماضي نحو قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء)

المضارع نحو قوله تعالى: (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)

الأمر مثل قوله تعالى: (وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ)


*كما تتصل بالحروف  الناسخة؛ إن وأخواتها  وجوبا في “ليت” نحو قوله تعالى: ﴿ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا﴾ 

 وجوازا في (لعل ،وإن وكأن) نحو قوله تعالى:﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾

 

**وكذلك تتصل بحرفي الجر عن ومن وجوبا.

نحو قوله تعالى:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ )

ونحو قوله تعالى: ﴿قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ


و سميت  بــ(نون الوقاية) لأنها تتحمل الكسرة المناسبة للياء ، فتقي الفعل من كسر آخره الذي ينشأ عن إلحاق ياء المتكلم به ، وتقي أيضا من التقاء الساكنين في حروف الجر من وعن .
و أيضا تقي الفعل اللبس في نحو ” سَاعِدْنِي” للمخاطب المذكر المضاف إلى ياء المتكلم في الأمر ، مع "سَاعِدِي"للمخاطبة المؤنثة فلولا النون لالتبست ياء المتكلم بياء المخاطبة . 
كما تفيد زيادة التوكيد: في إنّ وأخواتها.


وتعرب حرف مبني على الكسر  لا محل لها من الإعراب كما في الأمثلة السابقة.

 

سادسا: إعراب الاسم المتصل بياء المتكلم:

ذُكر بالتفصيل في درس الإعراب التقديري في الأسماء هنا

 

ملخص لأهم قواعد الدرس:
1. ياء المتكلم: من الضمائر البارزة المتصلة المشتركة بين محلي النصب والجر وتكون للمفرد المتكلم بنوعيه: المذكر والمؤنث.وتتصل بالأسماء والأفعال والحروف.
2. تكون ياء المتكلم في محل نصب مفعول به عندما تتصل بالأفعال أو محل نصب اسم إن أو إحدى أخواتها.
3. تكون في محل جر مضاف إليه إذا اتصلت باسم ،أو في محل جر بحرف الجر عند اتصالها بأحد حروف الجر.
4. تزاد قبل ياء المتكلم نون الوقاية إذا اتَّصلت بالفعل أو ببعض الحروف أو أسماء الأفعال.
5. الأصل أن ياء المتكلم يجوز بنائها على السكون  أو على الفتح وما قبلها لا يكون إلا مكسور.وهذا إذا أُضيف الاسم الصحيح الآخر _المفرد وجمع المؤنث وجمع التكسير_ إلى ياء المتكلم فيكُسر آخره لمناسبة الياء، ويجوز في الياء التسكين أو الفتح.
6. الاسم المنقوص والاسم المقصور والمثنى وجمع المذكر السالم إذا أضيفت هذه الأسماء إلى ياء المتكلم وجب فتح الياء وتسكين ما قبلها.
7. يعرب الاسم قبل ياء المتكلم بعلامات مقدرة منع من ظهورها المناسبة (اشتغال المحل بحركة مناسبة)
8. تحذف ياء المتكلم أحيانا للتخفيف والاختصار وتبقى الكسرة على ما قبلها دليلًا عليها.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
غادة علي
المستخدم أخفى الأرباح

المقالات

68

متابعين

8

متابعهم

4

مقالات مشابة