أسلوب المدح والذم للمرحلة الاعدادية
مما لا شكّ فيه أنّ اللغةالعربيةَ زاخرةٌ بالكثير من الأساليب والتراكيب التى تُعطيها روْنقًا وجمالًا
وتُضفي عليها طابعًا خاصًا وتميزُها عن بقية اللغات .
من هذه الأساليب " أُسلوبا المدحِ والذّم " وفي السطورِ القادمة سوف نتعرفُ على" أسلوبي المدح والذم "
معنى المدح والذم في اللغة
:- أسلوبُ المدح "هو ذلك الأسلوبُ الذي نُعبّر به عن استحسانِنا لأمرٍ ما يستحق المدح "
فإذا استحسنّا مثلًا صفةُ التعاون وأردْنا أن نمدحَ هذه الصفةَ العظيمة سنقول " نعم الصفةُ التعاون " وأعتقدُ أنّك لاحظت أنّنا استخدمنا الفعل " نعم " في مدح صفةِ التعاون
:- أسلوبُ الذم " هو ذلك الأسلوبُ الذي نُعبّر به عن استقباحنا لأمرٍ ما يستحق الذم "
فإذا استقبحنا مثلا صفة التخاذل وأردنا أن نذُم هذه الصفة القبيحة سنقول " بئس الصفة التخاذل " ستلاحظ أيضًا أنّنا استخدمنا الفعل " بئس " في ذم صفة التخاذل
من هذيْنِ المثاليْنِ ننطلقُ لنتعرفَ : مم يتكون أسلوب المدح والذم؟
" مكوناتُ أسلوبُ المدح وأسلوبُ الذم "
بعد أن تعرّفنا على معنى أسلوب المدح وأسلوب الذم وهدف كلٌّ منهما هيّا بنا لنتعرّفَ على " مكوناتِ أسلوبِ المدح وأسلوبِ الذم " يتكون أسلوبُ المدح أو أسلوبُ الذم من التالى ( فعل المدح أو الذم + الفاعل + المخصوص بالمدح أو الذم ) تعال لنتعرّفَ على " أجزاءِ أسلوبِ المدح وأسلوبِ الذم" بشيءٍ من التفصيل 1- الفعل :- فعلُ المدح هو " نِعم " وفعل الذم هو " بِئس " وهما فعلان جامدان أي لا يأتيان إلا على صورة الماضي ولا يصاغُ منهما المضارعَ أوالأمر ونقولُ في إعراب أيّ منهما : فعلٌ ماضي جامد مبنيٌ على الفتح .
ويجوز تأنيثُهما مع فاعلِهما فنقولُ مثلا " نِعم الصفةُ الصدق" أو " نعمت الصفة الصدق" مع المدح ، ونقول في الذم " بئس الصفة الكذب" أو " بئست الصفة الكذب" .
2- الفاعل :- أما الفاعل في أسلوبي المدح والذم فله أربع صور ، وهي
أولا:- الفاعل معرف ب " ال " ، مثل : نعم الخلق التواضع ، وبئس الخلق التكبر
ثانيا :- الفاعل مضاف إلى اسم معرف ب " ال " ، مثل : نعم عملُ الإنسانِ المعروف، وبئس عملُ الإنسان المنكر
لاحظ معي في المثاليْنِ السابقيْنِ ان الفاعل كلمة " عمل" جاء معرفًا بالإضافة إلى اسمٍ ظاهرٍهو " الإنسان "
ثالثا :- الفاعل ضميرٌ مستترٌ يفسّرُهُ تمييزٌ نكرةٌ ، مثل : نعم رجلًا خالد ، وبئس رجلًا المنافقُ .
في هذيْنِ المثاليْنِ كلمة " رجلًا " تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره والفاعل في المثاليْن ضميرًا مستترًا
رابعا :- الفاعل اسم موصول ( مَن : للعاقلِ / ما : لغيرِ العاقل ) مثل " نعم مَن تصاحبُ المتسامح " .
"بئس ما يتّصفُ به الإنسانُ الكبر" . نلاحظُ أنّ الفاعل في المثاليْنِ هو الاسم الموصول ( مَن – ما ).
- المخصوص بالمدح أو الذم :- عند قولنا " نعم الخلق التواضعُ ، بئس الخلق التكبرُ ، كلمة ( التواضع) في المثال الأول تكون مخصوصًا بالمدح وكلمة ( التكبر ) في المثال الثاني تكون مخصوصًا بالذم .
"حكم المخصوص بالمدح أو الذم" مع نعم – بئس ، يكون جائزَ التأخير .
فنقولُ " نعم الصديقُ خالدٌ " ، أو " خالدٌ نعم الصديقُ " . كلاهما يجوز
إعراب المخصوص بالمدح أو المخصوص بالذم
إذا جاء المخصوص بالمدح أو الذم في بداية الجملة فهو " مبتدأ " وإذا تأخر فهو " مبتدأ مؤخر " ويجوزُ أن نعربَه " خبرًا لمبتدأ محذوفٍ وجوبًا تقديره " هو " .
وإليك يا بنيّ هذه الملحوظة المهمة " قد يحذفُ المخصوص بالمدح أو الذم ويفهم من سياق الكلام " فنقول : العاقّ يهمل والديْهِ ، فبئست الصفة . والتقدير فبئست الصفة الإهمالُ .
نكتفي بهذا القدرعلى وعد باللقاء في مرات قادمة مع " أسلوبا المدح والذم باستخدامِ حبّذا – لاحبّذا " مع وافرِ أمنياتي ودعواتي لك بالنجاح والتفوق بنيّ الغالي .
بقلم ذ / مصطفى محمد