الثانوية العامة في مصر: بين" الطموح والضغط النفسي".

الثانوية العامة في مصر: بين" الطموح والضغط النفسي".

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الثانوية العامة في مصر ليست مجرد مرحلة تعليمية، بل هي بوابة عبور نحو مستقبل مجهول يحمل في طياته حلم الجامعة والمهنة. لا يعيش الطالب خلالها حياة دراسية فقط، بل يدخل في دوامة من التوتر، الضغوط النفسية، والترقب المستمر، وكأنها اختبار للحياة لا للعلم.

في هذا المقال، نسلط الضوء على واقع الثانوية العامة كما يعيشه الطلاب المصريون، من حيث أهميتها، وما تسببه من ضغط نفسي، إلى عبء الدروس الخصوصية، ورأيهم في النظام الجديد. كما نستعرض في النهاية اقتراحاتهم لتطوير هذه المرحلة المصيرية، على أمل أن تُسمع أصواتهم ويُؤخذ بها في خطوات الإصلاح القادمة.

اهمية الثانوية العامة في حياة الطلاب:

تُعد الثانوية العامة مرحلة فاصلة في حياة الطالب، فهي لا تحدد فقط مستوى تحصيله الدراسي، بل ترسم ملامح مستقبله الجامعي والمهني. فمجموع الطالب هو المفتاح الذي يفتح أو يغلق أمامه أبواب كليات القمة مثل الطب، الهندسة، الإعلام وغيرها، مما يجعل هذه المرحلة محورية في تحديد المسار الذي سيسلكه لاحقًا في حياته العملية.

الضغط النفسي والعاطفي في الثانوية العامة : 

بمجرد دخول الطالب مرحلة الثانوية العامة، وخاصة في الصف الثالث الثانوي، يبدأ في الانغماس داخل دائرة من القلق والتوتر المستمر تجاه المستقبل. تتزاحم في ذهنه أسئلة لا تهدأ: هل سأصل إلى ما أريد؟ هل أذاكر بما يكفي؟ هل سأحقق النجاح؟ هل سأكون قادرًا على تحقيق أحلامي وأحلام عائلتي؟

هذا القلق يتضاعف مع صعوبة الامتحانات وفقًا للنظام الحديث للثانوية العامة، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم، فقدان التركيز، توتر أثناء المذاكرة، وانخفاض في الثقة بالنفس. ولا يقتصر الضغط على الجانب الدراسي فقط، بل إن توقعات الأسرة والمجتمع تضيف عبئًا نفسيًا إضافيًا، تجعل الطالب يعيش حالة من عدم الاتزان، وكأن مستقبله كله يتوقف على هذه المرحلة وحدها.

ومع كثرة المهام الدراسية، وتراكم المعلومات، وتعدد الكتب والمصادر، يشعر الطالب وكأن عقله تحول إلى آلة يجب أن تستوعب وتحفظ كل شيء دون توقف. هذا الكم الهائل من المحتوى يضيف عبئًا ذهنيًا فوق الضغط النفسي، ويجعل الطالب في حالة من الإرهاق المستمر، كأن كل يوم هو سباق جديد مع الوقت والمجهول.

 

image about الثانوية العامة في مصر: بين
 

 

الدروس الخصوصية والعبء المالي:

اصبحت الدروس الخصوصية جزءا لا يتجزأ من دراسة طلاب الثانويه العامه في مصر ، حيث يعتمد عليها الطلاب بشكل اساسي لتعويض ضعف العمليه التعليمية داخل المدارس . يلجأ الطلاب الي مدرسين خصوصيين للحصول على شرح أوضح وتدريب مكثف على نمط الاسئلة ، خاصة في ظل التغييرات المستمرة في نظام الامتحانات .

هذا الاعتماد المفرط على الدروس الخصوصية يفرض عبئًا ماليًا كبيرًا على الأسر، إذ تُنفق مبالغ طائلة شهريًا لتغطية تكلفة الدروس في مختلف المواد، مما يسبب ضغطًا اقتصاديًا على أولياء الأمور، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة. وقد يؤدي ذلك إلى حرمان بعض الطلاب من فرص متكافئة في التحصيل بسبب عدم قدرتهم على تحمل هذه التكاليف.

ورغم محاولات الدولة للحد من ظاهرة الدروس الخصوصية، إلا أن غياب البديل الفعّال داخل المدارس يجعلها مستمرة، بل ومتزايدة عامًا بعد عام، مما يطرح تساؤلات حول جودة التعليم الرسمي ومدى قدرة النظام على توفير بيئة تعليمية عادلة لجميع الطلاب.

 رأي الطلاب في النظام التعليمي الجديد:

أبدى العديد من طلاب الثانوية العامة آراء متباينة تجاه النظام الجديد المعتمد على الفهم والتقييم المستمر بدلاً من الحفظ والتلقين. فبينما يرى بعض الطلاب أن هذا التغيير يمثل نقلة إيجابية في تطوير التعليم، ويمنحهم فرصة حقيقية لفهم المواد الدراسية بشكل أعمق، عبّر آخرون عن شعورهم بالقلق والارتباك نتيجة غياب التدريب الكافي على هذا النظام.

وقد أظهرت نتائج استبيان رسمي أجرته وزارة التربية والتعليم أن نحو 88.8% من الطلاب أبدوا تأييدهم لتطبيق نظام البكالوريا المصري، الذي يعتمد على التقييم التراكمي والمهارات المتكاملة، مقابل 11.2% فقط فضّلوا الاستمرار في النظام التقليدي. المصدر: المصري اليوم – نتائج استبيان وزارة التربية والتعليم https://moe.gov.eg
. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات تواجه الطلاب، مثل ضعف البنية التحتية التكنولوجية، وعدم وضوح نمط الأسئلة، وغياب الدعم الكافي داخل المدارس.

يرى بعض الطلاب أن النظام الجديد يتطلب تغييرًا في أساليب التدريس والتقويم، ويحتاج إلى وقت كافٍ للتأقلم، بينما يطالب آخرون بإشراكهم في تطوير هذا النظام لضمان تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص.

اقتراحات الطلاب لتطوير الثانوية العامة:

يرى بعض الطلاب أن النظام الجديد يتطلب تغييرًا في أساليب التدريس والتقويم، ويحتاج إلى وقت كافٍ للتأقلم، بينما يطالب آخرون بإشراكهم في تطوير هذا النظام لضمان تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص.

-تخفيف المناهج الدراسية :بحيث يصبح المنهج اكثر بساطه وعمقا،ويتيح للطلاب فرصة استيعاب حقيقي بدلًا من التلقين.

-تنويع أساليب التقييم وعدم الاعتماد الكامل علي امتحان واحد يحدد مصير الطالب ، بل ادخال عناصر تقييم مستمرة مثل الأبحاث والمشروعات والعروض التقديمية.

-توفير منصات تعليمية مجانية تشرح المناهج بشكل مبسط وتفاعلي ، مما يقلل الاعتماد على الدروس الخصوصية ويخفف العبء المالي عن الأسر.

-دعم نفسي داخل المدارس من خلال وجود اخصائين نفسيين  يساعدون الطلاب على التعامل مع الضغط النفسي والتوتر المصاحب لهذه المرحلة.

-توفير  نماذج امتحانات واضحة ومعلنة مسبقًا تساعد الطلاب على فهم طبيعة الأسئلة والاستعداد لها بشكل عملي.

وفي النهاية، يؤمن الطلاب أن التطوير الحقيقي لا يكون بفرض أنظمة جديدة دون حوار، بل بالاستماع إلى أصواتهم، وفهم احتياجاتهم، وتهيئة بيئة تعليمية عادلة وآمنة تساعدهم على تحقيق أحلامهم دون أن يكون الثمن هو صحتهم النفسية أو استقرار أسرهم.

"الطلاب مش ضد التطوير، لكنهم محتاجين نظام يسمعهم، يفهمهم، ويهيئ لهم بيئة تعليمية عادلة وآمنة تساعدهم يحققوا أحلامهم."

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Nada Ahmed تقييم 0 من 5.
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.