الضمير المتصل هاء الغائب

هاء الغيبة 

 ضمير متصل مبني على حركة آخرها.
 تتصل بالأسماء والأفعال والحروف.
 من الضمائر المشتركة بين محلي النصب والجر.

 لها خمسة أشكال ، ويختلف شكلُها بحسب الغائب الذي تدل عليه:

1. مفردة"ــه - ه" لا يتصل بها كتابةً أي حرف، كقوله تعالى: ﴿ قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ ﴾ [الكهف: 37]

2. متصِل بالهاء ألف"هَا": للدلالة على المفردة المؤنثة الغائبة، كقوله تعالى: ﴿وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 91]

3. يزاد بعد الهاء ميم وألف (هُمَا)؛ وذلك للدلالة على المثنى الغائب بنوعَيْه، كقوله تعالى: ﴿ فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ ﴾ [الحشر: 17].

4. متصل بالهاء ميم ساكنة"هُمْ"؛ وذلك للدلالة على جماعة الذكور الغائبين، ومثال ذلك قول الله تعالى﴿مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ﴾ [البقرة: 17]

5. متصل بالهاء نون مشدَّدة"هُن"؛ وذلك للدلالة على جماعةِ الإناث الغائبات.
كقوله تعالى: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [البقرة: 228].

المحل الإعرابي لهاء الغائب:  

أولًا: تكون في محل جر في موضعين:

الموضع الأول: عند اتصالها بالأسماء؛ فتكون في محل جر مضاف إليه.
قال تعالى ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [البقرة: 7]
على :حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
"قُلُوبِ"- "سَمْعِ" - "أَبْصَارِ"  : اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة وهو مضاف،و"هم": في " قُلُوبِهِمْ – سَمْعِهِمْ- أَبْصَارِهِمْ"  ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ بالإضافة.

الموضع الثاني: عند اتصالها بحرف من حروف الجر؛ فتعرب في محل جر بحرف الجر.
قال تعالى ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا...﴾ [الأعراف: 20]
"لَهُمَا" اللام حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. "هما" ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر.

"عَنْهُمَا" عن: حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب."هما" ضمير متصل مبني في محل جر بحرف الجر.

ثانيا تكون في محل نصب في موضعين:

الموضع الأول: عند اتصالها بالأفعال؛ وتكون في محل نصب مفعول به.
قال تعالى: ﴿ مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ  ... ﴾[ الكهف: 51]

﴿ أَشْهَدتُّهُمْ ﴾: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، و"تاء الفاعل" ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، و"هاء الغائب" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول.

قال تعالى: ﴿فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ...﴾ [المائدة: 31]
﴿ لِيُرِيَهُ ﴾: "اللام" للتعليل مبني على الكسر، و( يري ) فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، و"هاء الغائب" ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هو".

قال تعالى:﴿ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ... ﴾[ البقرة: 191] .
﴿ وَاقْتُلُوهُمْ -  أَخْرِجُوهُمْ ﴾: "الواو" حرف عطف مبني على الفتح، و(اقْتُلُو - أَخْرِجُو ) فعل أمر مبني على حذف النون، و"واو الجماعة" ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، و"هاء الغائب" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

﴿ثَقِفْتُمُوهُمْ﴾: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل، و "الميم": علامة جمع الذكور، و "الواو" للإشباع، و "الهاء": ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

الموضع الثاني:عند اتصالها بإن أو إحدى أخواتها ؛ وتكون في محل نصب اسم إن أو إحدى أخواتها.
﴿إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [المؤمنون: 111] 
﴿أَنَّهُمْ﴾: أن: حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل.و "هم": ضمير الغائبين مبني في محل نصب اسم "إن".

﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ﴾ [الطور: 24]
﴿كَأَنَّهُمْ﴾: حرف توكيد مشبّه بالفعل، و"الهاء": ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب اسم "كأن".

﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾ [الأنعام: 42] 
﴿لعلهم﴾: ( لعل ) حرف ترج ونصب مبني على الفتح، و"هاء الغائب" ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم ( لعل ).

ملاحظات:
أولا: فرَّق النحاة بين الضمائر (هما، هم، هن) فيما إذا كانت متصلة، وفيما إذا كانت منفصلة، فقالوا: إذا كانت هذه الضمائر منفصلة لا تكون إلا في محل رفع.
أما إذا كانت متصلةً - سواء في ذلك كانت متصلة باسم، أم فعل، أم حرف، فإنها إما أن تكون في محل نصب، وإما أن تكون في محل جر
وفي إعرابها لك أن تعتبر الهاء وما تفرع عنها هي الضمير، ولك أن تجعل الهاء هي الضمير، وما اتصل بها من حرف كــ: الميم أوالنون أوالألف حروف معاني لا محل لها من الإعراب.

ثانيا: ضبط هاء الغَيبة:
هاء الغَيبة إما أن تكون:
1. مضمومة، وهذا هو الأصل فيها، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 176].

2. تفتح إذا تلتها ألف، وذلك إذا كانت للمفردة المؤنثة الغائبة كقول الله تعالى: ﴿ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [البقرة: 71].
والعلة في فتحها هنا أن الألف لا يكون ما قبله إلا مفتوحا

3. تُكسر في حالتين:
*أولا: إذا كان الحرف الذي قبلها مكسورًا؛ ومن الأمثلة على ذلك:

 قول الله تعالى: ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ﴾ [الأنعام: 109]

وقوله تعالى: ﴿ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الأنعام: 110]

وقوله تعالى: ﴿ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ ﴾ [الأنفال: 7].

*ثانيا: إذا كان الحرف الذي قبلها ياءً ساكنة؛  ومن الأمثلة على ذلك:

قول الله تعالى: ﴿ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 95]

وقوله تعالى: ﴿ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 62]

وقوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ ﴾ [البقرة: 79][11].

القاعدة: 
هاء الغائب أصلها الضم، فإن كانت للدلالة على المفردة المؤنثة الغائبة"ها" أي تلتها ألف تُفتح لأن الألف لا يكون قبلها إلا مفتوحا، وإن كان قبل هذه الهاء ياء أو كسرة كان الأحسن أن تبدل من ضمتها كسرة، لاستثقالهم الضمة بعد الياء والكسرة.

*هاء الغائب في لغة أهل الحجاز:
أهل الحجاز يضمون هاء الغائب مطلقا
(أي في جميع الحالات_ وإن سبقت الهاء بكسر أو ياء ساكنة_ فيقولون:(لهَ ، منهُ ، علَيْهُ ، علَيْهُما ، علَيْهُم ، إليْهُم ، يرمِيهُم ،... إلخ)

وقد جاء على لغة أهل الحجاز آيات كثيرة في القرآن في القراءات القرآنية ، ومن ذلك:
١- قوله تعالى:
" صراطَ الذين أنعمتَ عَلَيْهُم " بضم الهاء من (عليهُم) في قراءة حمزة

٢- قوله تعالى:
" وما أَنْسانِيهُ إلَّا الشيطانُ)  بضم الهاء من (أنسانيهُ) في قراءة حفص

٣- قوله تعالى:
" فقالَ لِأَهلِهُ امْكُثُوا "   بضم الهاء من ( لأهلهُ) في قراءة حمزة

٤- قوله تعالى
" ومَنْ أوفَى بِما عاهَدَ عليْهُ اللهَ " بضم الهاء من (عليهُ) في قراءة حفص

فالهاء في المواضع  السابقة ونحوها مسبوقة بكسر أو ياء ساكنة قد جاءت مضمومة على لغة أهل الحجاز  التي تضم الهاء في جميع حالاتها.