تعلم نور البيان مقدمة

تعلم نور البيان مقدمة

0 المراجعات

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم م

اما بعد:

مع اهتمام الناس بتعليم أبنائهم القراءة والكتابة، وتحفيظهم لكتاب الله - تبارك وتعالى -، بدأ البعض في ابتكار أساليب جديدة لتسهيل عملية التعليم للأطفال، خاصة في مجالي القراءة والكتابة. ومن بين هذه الأساليب التي انتشرت بشكل واسع، وتعتبر من أهمها، هي "طريقة نور البيان". فما هي معرفتك عن نور البيان؟

إن مبتكر هذه الفكرة هو الأستاذ "طارق السعيد"، حيث تُعد هذه الطريقة الأسرع والأسهل في تسهيل تلاوة القرآن الكريم لجميع الأعمار وبمستويات مختلفة.

كمثال على طريقة التهجّي، عند تهجّي كلمة "فَتَحَ"، نقول: "فاء فتحة فا، تاء فتحة تا، ح فتحة حا"، وبالتالي نصل إلى (فَتَحَ). وقد كانت هذه الطريقة موجودة سابقًا تحت عدة أسماء:

1. الطريقة البغدادية، التي لم يُعرف صاحبها حتى الآن.

2. طريقة "البغدادية في تعليم اللغة العربية" للشيخ "مصطفى الجندي".

3. الطريقة النورانية للشيخ "نور حقاني" من الهند.

4. الطريقة المكية في مكة.

5. الطريقة المدنية في المدينة.

6. الطريقة الجزئية في مصر.

لكن ما الجديد الذي أضافه الأستاذ "طارق سعيد" في "طريقة نور البيان"؟

الجديد هو إدخاله التهجّي في تعليم أحكام التجويد. على سبيل المثال، عند تهجّي كلمة "قيل"، نلاحظ أن كسرة (قِــ) تعني ياء، وهي مدّ طبيعي يُمد بمقدار حركتين، ولام فتحة (لَ)، فنقول: قِيلَ.

هذا المنهج قد تم تطبيقه بفضل الله - تبارك وتعالى - في العديد من الدول العربية وغير العربية، حيث تمكن الأطفال دون سن السادسة من إتقان تلاوة القرآن الكريم بأحكام التجويد ومعرفة بعض المتون.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير".

فهل هناك من هو أفضل من معلم القرآن الكريم على وجه الأرض؟ فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول أيضًا: "خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه".

القرآن هو أسمى الحديث وأعلى مراتب الذكر، وأشرف الكتب التي يمكن أن يحملها الإنسان، إذ إن من يحفظه ويعتني به سيجد فيه نورًا يهديه في حياته، ومنازل رفيعة في جنات النعيم في الآخرة.

ما أروع هذا الكتاب! إنه رحمة الله التي أنزلت على عباده، يشرح القلوب، وينير الدروب، ويسعد الأرواح، ويعالج الجروح.

إذا أردنا أن نغرس آياته في قلوب أبنائنا، فلا توجد مرحلة أنسب من الطفولة، حيث يتمتع الأطفال بنقاء السريرة وصفاء الذهن وطيب الفطرة.

ولا يوجد ما يروي هذا المعدن النقي مثل القرآن، فهو يحافظ على صفاء الأرضية ويمنع جفافها، ويقوّم اعوجاجها.

قال ابن خلدون: "تعليم الأطفال للقرآن هو شعار من شعائر الدين، وقد اعتاد عليه الناس في جميع أنحاء العالم، لما يتركه من أثر عميق في قلوبهم من الإيمان وعقائده، وأصبح القرآن أساس التعليم الذي يُبنى عليه ما يتعلم بعده".

وليس فضل حفظ القرآن مقتصرًا على الأبناء فقط، بل يعود ثوابه أيضًا على الوالدين، حيث يُجازون بتاج من نور يوم القيامة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به، أُلبس يوم القيامة تاجًا من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويُكسى والديه حلتان لا يقوم بهما الدنيا، فيقولان: بم كُسينا؟ فيُقال: بأخذ ولدكما القرآن".

لتعليم القرآن الكريم وتعلمه أسرار لا تُحصى، وعجائب لا تنتهي، وبركات لا تنقطع.

وقد صدق الله عندما قال في كتابه عن الجن حين سمعوا القرآن: ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾ [الجن: 1، 2].

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

1

متابعهم

2

مقالات مشابة